برغم خروج المرأة للعمل ، ومزاحمتها للرجل حتى في المهن التي كان يحتكرها ، وآخرها " المأذون الشرعي وقيادة الطائرات " ؛ فإن عشرات الجمعيات الحقوقية النسوية لم تكفها كل هذه المكاسب ، ومازالت ترفع صوتها مطالبة بالمزيد .. في المقابل ظهرت على استحياء جمعيات " للجنس الخشن " ، تتحسر على حال الرجل ، الذي أصبحت حقوقه مهضومة ، فبات هو الذي يستحق من يحميه ، من تسلط المرأة وجبروتها ، التي أصبحت أكثر تمردا ، بعدما أحكمت سيطرتها على الرجل !! لكن : بينما جمعيات المرأة " مشهرة " ، وتحظى بالدعم الكامل من الدولة ، بجانب تمويل ضخم من جهات مانحة أجنبية .. فإن جمعيات الرجل كلها تحت التأسيس .. وبدون مقار رسمية ، وأعضائها بالعشرات .. فقط ! فهل أصحاب هذه الجمعيات يبحثون عن الشهرة .. أم يريدون نصيبهم من " تورتة " المنح الأجنبية .. أم أنهم بالفعل من بين الذين كابدوا " كيد النساء" ؟!! " الرياض " حققت هذه القضية .. وكانت البداية مع الجمعيات التى تطالب بحماية الرجل ال " مكسور الجناح " .. المثير أن كل جمعية من بينها تؤكد أنها صاحبة السبق ، في طرح هذه الفكرة .. بدر العلمي نائب رئيس جمعية " سي السيد " يقول : جمعيتنا هي الرائدة في ميدان المطالبة بالحقوق المدنية للرجل ، بعدما اكتسحته المرأة بترسانة قوانين صدرت لصالحها ، حتى أصبح صوتها أعلى من الرجل في البيت ، فتنحى لها عن قيادة سفينة الحياة الزوجية ، مع أن " الرجال قوّامون على النساء " . وقال انهم استوحوا اسم الجمعية من شخصية " سي السيد " التي أبدعها الأديب الراحل نجيب محفوظ ، وجسدها على الشاشة الكبيرة باقتدار الفنان يحيي شاهين ، فصار رمزا للرجل الشرقي قوي الشكيمة ، الذي يبسط نفوذه وحمايته على أسرته .. وعلل فقدان الرجل الشرقي لنفوذه في الألفية الثالثة ، إلى أنه بات يئن تحت وطأة متطلبات حياة سريعة ، أفقدته التركيز ودفعته لتقديم تنازلات ، أحسن الجنس الناعم استخدامها .. لكن هذا الوضع خاطئ ، فالأسرة التي يفقد فيها الرجل مكانته ، لن تدفع للمجتمع بأشخاص أسوياء. أما محمود عثمان وكيل مؤسسي جمعية " الحرية لأصدقاء الرجل" ، فيشير إلى أن " حواء " القرن الواحد والعشرين " طبعها عنيف " ، فبحسب إحصائية أصدرها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة ، فإن حوالي 40 % من الرجال تضربهم زوجاتهم ، وسوء الحال الذي أصبح عليه " آدم " ، جعلنا ننادي سامح حبيب بإنشاء " ملاذ آمن " للرجال المضطهدين ، إسوة بمراكز الأمومة والطفولة !! وأكد عثمان أن الجمعية تضم بين أعضائها ، رجالا من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية ، وعزا قلة عددهم بأن الرجل الشرقي ، يخجل من الشكوى من المرأة . « المخلوعين » ومن " سي السيد " المٌفترى عليه ، إلى جمعيات الرجال " المخلوعين " ، الذين قهرتهم زوجاتهم ، ويعانون في نفس الوقت من رفض النساء الأخريات الارتباط بهم .. سامح حبيب عضو " الجمعية المصرية للرجال المخلوعين " ، يرى أن المرأة أساءت استخدام حق " الخلع " ، بدليل ان رجلا يتم " خلعه " كل 12 دقيقة بحسب الاحصائيات .. والعدد في اضطراد كل يوم .. ومأساة " المخلوع " كما يقول حبيب انه يجد صعوبة في الزواج مرة أخرى ، فالنساء يرفضنه لأنه فقد اعتباره ، وربما جزءاً من رجولته، لأنه لم يطلق زوجته بإرادته، وإنما هي التي خلعته قسرا ! وتطالب جمعية أخرى تحمل اسم "مكافحة المرأة المتسلطة " بإيقاف العمل بقانون الخلع ل" عدم دستوريته" ، ولتسببه في تدمير آلاف الاسر. « محرمون من رؤية الأبناء » جانب آخر من قهر النساء للرجال ، يكشف عنه أعضاء جمعية " رؤية " تحت التأسيس ، التي نادى بها الداعية الاسلامي خالد الجندي ، الذين ترفض مطلقاتهم السماح لهم برؤية ابنائهم ، الذين يقيمون مع الأم الحاضنة ، وفي سبيل تحقيق ذلك تلجأ لكافة الطرق ، مستفيدة من ضعف مواد قانون "الرؤية" المعمول به حاليا . « الأسد والحمل » وردا على صرخات الرجال من جبروت المرأة ، تقول راندا أحمد فؤاد المحامية : القضية ليست مسألة اضطهاد أو ظلم وسيطرة جائرة وتسلط ، لكنها قضية د. عبلة الكحلاوي توزيع أدوار ، وفقًا للإمكانيات الخلقية والتكوين البيولوجي ، ثم التأهيل العلمي والخلفية الثقافية .. ثم من قال ان شخصية " سي السيد " تستحق الاحترام أو التقدير ، إنه كما صورته السينما أسد على الضعفاء في البيت ، ونعامة بيد الراقصات ، وهو أيضا منافق يمنع أولاده مما يفعله ، ولا يستطيع التحكم في أهوائه ، وهو رجل غير سوي متعدد النواقص. « القوامة » د. عبلة الكحلاوي أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر قالت : عجلة التاريخ لا تعود للوراء ، ولن يعود عصر " سي السيد المفتري وزوجته الست امينة المغلوبة على امرها " .. فالمجتمع السليم يبدأ من الأسره السليمة ، التي تقوم على أساس المشاركة بين الزوجين ، في كافة أمورهم الحياتية دون أن يكون هناك طرف يستعرض قوته على الآخر .. أو طرف غالب والآخر مغلوب ومقهور.. والآية الكريمة : " الرجال قوامون على النساء " ، لا تعني تفضيل الرجل على المرأة ولكن معناها رعاية الرجل للمرأة والانفاق عليها .. والمرأة لها حقوق وعليها واجبات ، والقوامة للرجل مقصود بها الرجولة بمعناها المتكامل ، صحيح أن بعض النساء تفوقن على الرجال، لكنهن يبقين الاستثناء!! راندا أحمد فؤاد خالد الجندي