كشفت سيول الأودية التي وصلت مدينة تبوك مساء أمس عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة عن عدد من الأخطاء التنظيمية والتعديات على مجاري الأودية خاصة وادي البقار والذي حولت الأمانة مجراه إلى هجرة دمج مما أدى لاختراق السيل لدمج وتوجه إلى المنطقة الصناعية ومن ثم للقاع الذي يستقر به سابقا غرب حي الروضة، وقد بدئ السيل في تكوين بحيرات شمال غرب مدينة تبوك خلف الصناعية. وساهم وجود عدد من الردميات والحفر في تقليل خطورة السيل، فيما تحولت عدد من الشوارع بالمنطقة الصناعية إلى أودية، كما حاصر السيل بعضا من أحواش الأغنام والإبل القريبة من الصناعية. ووصلت السيول إلى مخطط حي البوادي جنوب مدينة تبوك والذي تم منحه للمواطنين وبدئ البناء فيه من قبل المواطنين، حيث أحاط السيل ببعض المباني الجاري إنشاؤها في المخطط، وقد استغرب المواطنون من أصحاب الأراضي بالمخطط من وضع المنح بهذا الموقع بالرغم من العلم بخطورته مسبقا. وعلى صعيد متصل أنقذت فرق الدفاع المدني خمسة منازل يقطنها (34 شخصا) بعد دخول السيل إلى منازلهم بحي كريم وتم إسكانهم من قبل فرع وزارة المالية بالمنطقة، كما تمت متابعة سيل وادي ضبعان خوفا من تعرض الأحياء القريبة منه للخطر. إلى ذلك أكد وكيل إمارة منطقة تبوك عامر بن محمد الغرير أن جميع الأجهزة الحكومية عملت على مدار الساعة بتقديم العون والمساعدة لجميع المواطنين والمقيمين المحتجزين داخل الأودية والشعاب التي غمرتها مياه الأمطار في المنطقة ومحافظاتها ومراكزها وخاصة في الأودية التي سالت بمحافظتي ضباء والوجه ومدينة تبوك، مضيفاً أن المتابعة المستمرة والتعليمات الواضحة من سمو أمير المنطقة لكافة الجهات ذات العلاقة ببذل كافة الجهود وتذليل الصعاب التي تواجه المتضررين من الأمطار سائلاً الله العلي القدير أن يجعل هذه الأمطار أمطار خير وبركة وأن يعم بنفعها أرجاء البلاد. من جانبه أكد مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة تبوك اللواء سليمان الحويطي أن تعليمات الدفاع المدني كانت ولا زالت واضحة ومستمرة للجميع بالابتعاد عن بطون الأودية والشعاب وأخذ الحيطة والحذر ومتابعة ما يصدر من تعليمات من الدفاع المدني بشكل مستمر عن طريق وسائل الإعلام المختلفة أو عن طريق التعليمات المباشرة وبين أن الدفاع المدني في المنطقة استنفر كافة جهوده وإمكانياته البشرية والآلية حيث باشر عمليات الإنقاذ والمساعدة والتوجيه والإرشاد للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء ممن كانوا بحاجة للمساعدة داخل المنطقة وفي محافظاتها. فيما أوضح قائد حرس الحدود في منطقة تبوك العميد الركن محمد بن محمود الثمالي أن حرس الحدود في منطقة تبوك قام بعمليات التوجيه والإرشاد والمساعدة والإنقاذ بالمحافظات الساحلية في المنطقة للمواطنين وللزائرين والمتنزهين المتواجدين على تلك الشواطئ بالإضافة إلى نشر التعليمات والتوجيهات لسكان تلك المحافظات وتوجيه وإنذار الصيادين بعدم الدخول إلى البحر وطالبهم بمتابعة النشرات الجوية الصادرة من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة وعدم المخاطرة بدخول البحر الا بعد إخطار من جهود الدفاع المدني قطاعات ومراكز حرس الحدود التي ما وجدت إلا لخدمتهم سائلاً الله العلي القدير أن يجعلها أمطار خير وبركة وأن يعم بنفعها أرجاء البلاد. أما أمانة منطقة تبوك والبلديات التابعة فقامت من جانبها بجهود في عمليات سحب وتصريف المياه من الأماكن المتضررة التي لم تكن سالكة على مستوى مدينة تبوك والمحافظات التابعة للمنطقة. وقال أمين منطقة تبوك المهندس خالد الهيج «إن الأمانة كثفت جهودها بعد هطول الأمطار على المنطقة حيث تم استنفار الطاقة القصوى لتصريف المياه من شوارع الأحياء التي غمرتها المياه»، مشيراً الى وجود بنية تحتية متكاملة لتصريف مياه الأمطار والسيول عملت بكفاءة عالية مما ساعد في تصريف المياه.. لافتا إلى اعتماد مشاريع جديدة في المنطقة ستقوم الأمانة بتنفيذها خاصة بتصريف مياه السيول والأمطار للأحياء الأخرى بمدينة تبوك والمحافظات والمدن التابعة.