شارك عدد من وكلاء إمارات مناطق ومحافظي محافظات ورؤساء بلديات وأساتذة جامعة برحلة استطلاعية نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لمواقع التراث العمراني في الجمهورية التونسية مؤخرا، وشدد على نجاح هذه الرحلة وأهمية ما حققته من نتائج للتعرف على التجربة التونسية المميزة في مجال السياحة الصحراوية، وتأهيل مباني التراث العمراني والمحافظة عليها، وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي، وانعكاسها في الوقت ذاته على تنمية السياحة الوطنية. البلديات الشريك الأمثل وأكد رئيس بلدية الخرج بمنطقة الرياض المهندس إبراهيم سعيد أبو رأس على الدور الذي تقوم به البلديات في مجال دعم السياحة الوطنية، موضحا أن البلديات في كل دول العالم مسئولة عن تنفيذ البنية الأساسية وأعمال إدارة المدينة من كافة الأوجه، مشيرا في الوقت ذاته أن البلدية هي الأداة الرئيسية والشريك الأمثل لكافة أنشطة المدينة. وأوضح أن الأنشطة السياحية تحتاج إلى دعم البلديات في دعم المواقع التراثية والأثرية وتسهيل الإجراءات ودعم المواقع بالخدمات ورئيس الرقابة على التراث والمواقع السياحية، مشيرا إلى أن كثيراً من الدول نظمت وشرعت العديد من القوانين والأنظمة وتحديد الاختصاصات والمهام والمسؤوليات بشكل مؤسس يسهل معه أخذ مسارات ناجحة أصبحت بشكل قد يكون متطابقا حالياً. وعن التجربة التونسية قال المهندس أبو رأس سبق واطلعت على العديد من التجارب السياحية الناجحة في عدة دول، ولكن هنا الفرق حيث يتم المقابلة مع المتخصصين في مجال السياحة ومعرفة مسارات النجاح في المشاريع والفعاليات السياحية وكيفية بناء خطوات التنفيذ من المنفذين أنفسهم إذاً ليست زيارة الموقع بقدر ما هو الوقوف على صناعة الموقع والبدء من حيث انتهى الآخرون. وأشار إلى أن المشاريع الناجحة خلفها رؤوس متميزة ورجال مخلصون يؤمنون بغاية وهدف يرون تحقيقه من خلال طموحهم، مؤكدا أن المثال الناجح قد ينتهي بصناعة متكاملة تسهم في الاقتصاد الوطني وقد يكون أحد موارده الأساسية، مستشهدا في الجانب بنجاح تجربة منطقة الحمامات التي لم تكن مستقلة ولكن لها مقوماتها التي يمكن تجديدها والإضافة إليها واعتبارها وجهة سياحية دولية وما يتمتع به القائمون عليها من إيمان وإخلاص المتميزين الراغبين في إنجاح المشاريع الريادية ووضعها محل التطبيق. ورأى رئيس بلدية حريملاء عبدالله بن صالح المبيريك أن اسلوب العمل المشترك بين عمد المدن ومسئولي البلديات وأجهزة السياحة في تونس جيد ومنسجم، مرجعا هذا الانسجام إلى كونهم يتبعون لجهة واحدة وليس عدة جهات مما انعكس على نتائج طيبة على قطاع السياحة. وأشاد المبيريك بالأنظمة وطرق تراخيص المشروعات السياحية وضبط الجودة في تونس مما جعل منها تجربة رائدة ومميزة في مجال المحافظة على الآثار واستثمارها اقتصاديا وسياحيا، وأوضح: "لقد أذهلني ما رأيته من تنمية ومحافظة على الآثار واستغلالها الاستغلال الأمثل سياحياً، كما أذهلني المناطق الأثرية الموجودة بتونس، وأعجبني الجهد الذي تبذله الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها للنهوض بقطاع السياحة في بلادنا". من جانبه وصف رئيس بلدية جبة بمنطقة حائل المهندس فوزان الفوزان التجربة التونسية بالرائعة، مستشهدا بتجربة منطقة الحمامات في المحافظة على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا وسياحيا، وقال:" ان استغلال هذه المنطقة وربطها بالأسواق التجارية والمناطق السياحية والحرف اليدوية والصناعات التقليدية وظف توظيفا رائعا، وفي عمل مشترك أضفى جمالا، وأعطى قوة لجميع الأنشطة، مما يشعرك بالسرور عندما تكون فيها وهذا يؤدي إلى الحفاظ عليها مستقبلاً". وقال ان هذه الزيارة كانت رائعة ومفيدة حيث تم الاطلاع على كثير من المناطق العتيقة والأثرية والسياحية ومناقشة سبل نقل طرق الاستفادة من توظيفها سياحيا. ورأى الفوزان من واقع تجربته الاستفادة من أسلوب العمل المشترك بين الشركاء في التنمية السياحية والاستفادة من تطوير أساليب الشراكة بين البلديات وأجهزة السياحة في المملكة من خلال عقد ورش عمل مشتركة وبشكل دوري بين الشركاء، إضافة إلى تعزيز الأنظمة بين البلديات والسياحة في مجال المشاريع السياحية. ودعا إلى دعم جهود الهيئة في مجال الاستثمار السياحي من خلال إقرار ضوابط سهلة لعملية الاستثمار بحيث تجد مواقع سياحية في المدن وتعتمد بشكل ميسر وتكون مرتبطة مع وزارة المالية مباشرة بحيث يعتمد لها مبالغ مالية حسب حاجتها، إضافة إلى أن يكون هناك مقايضات مع الشركات الكبيرة بحيث يتم إعطاؤها المواقع الاستثمارية مجاناً على أن يتم تطويرها وتهيئتها وفق توجهات السياحة. ودعا رئيس بلدية تيماء المهندس سعود بن هريسان العنزي إلى تكرار الزيارات الاستطلاعية على التجارب السياحية الناجحة في دول العالم وذلك بشكل دوري بحيث تشمل جميع من يتعلق عمله بالمجتمع المحلي بالإضافة إلى مشاركة بعض رجال الأعمال والمهتمين بالتراث والسياحة وكذلك بعض كتاب الصحف، واصفا مشاركته في رحلة استطلاع التجربة التونسية بالناجحة بكافة المقاييس. تعديل الأنظمة وفي مجال الاستفادة من التجربة التونسية ونقلها للمملكة قال المهندس العنزي: نحتاج إلى تهيئة بيئة العمل لدينا في المملكة مع تعديل بعض الأنظمة المتعلقة بالسياحة قبل نقل التجربة، مؤكدا أن الأنظمة المتبعة يمكن الاستفادة منها وتطويرها وعرضها على صانعي القرار لتعديل الأنظمة والتعليمات القائمة لدينا وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والأنظمة لدينا يمكن تطويرها والاستفادة من تجارب الآخرين حيث نبدأ من حيث انتهوا وسنستفيد من ايجابيات تجاربهم وتلافي سلبياتهم. عدد من أعضاء الوفد أثناء الزيارة وأكد المهندس العنزي أن هناك العديد من الايجابيات من الزيارة من أبرزها الاستفادة العظيمة من التجربة التونسية من حيث المحافظة والتمسك بالتراث العمراني وتطويره وزرع الثقة في مهن الحرف والتمسك بها، وكذلك كانت الاستفادة منها في مجال أعمالنا مثل العمل مع المحافظة وهيئة السياحة لتطوير المحافظات وجعلها وجهة جذب سياحي ونحافظ على ما بقى من تراثنا العمراني وإيقاف عمليات الإزالة العشوائية. وقال: إن تجربة الحمامات تجربة رائعة وفريدة من نوعها ويتوفر بها جميع العناصر اللازمة للاستثمار السياحي في التراث العمراني وهو توفر المنتج العمراني وتوفر المطور وتسهيل إجراءات العمل حيث لاحظنا تحويل منازل بدائية ومتهالكة إلى منتجع سياحي كامل متطور وحديث مع المحافظة على الطابع العمراني واستثماره اقتصادياً بطرق مدروسة ومدعومة من أعلى السلطات. يذكر أن المشاركين في هذه الرحلة هم: المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني وكيل إمارة منطقة عسير، والدكتور سعد بن حمود البقمي وكيل إمارة منطقة حائل، والمهندس عبدالمنعم بن محمود الراشد أمين منطقة الحدود الشمالية، والدكتور منصور بن عبدالعزيز الجديد عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود، والمهندس مساعد بن يحيى السليم محافظ عنيزة في إمارة منطقة القصيم، والأستاذ سعيد بن علي القحطاني محافظ النماص في إمارة منطقة عسير، والأستاذ زيد بن محمد آل حسين محافظ الزلفي في إمارة منطقة الرياض، والأستاذ أحمد ناصر آل حسين محافظ العلا في إمارة منطقة المدينةالمنورة، والمهندس حمد حسين عيبان وكيل أمين منطقة نجران للخدمات، والمهندس إبراهيم أبوراس رئيس بلدية الخرج بمنطقة الرياض، والأستاذ عبدالله بن صالح المبيريك رئيس بلدية حريملاء بمنطقة الرياض ، والمهندس محمد بن حمد الزيد رئيس بلدية شقراء بمنطقة الرياض ، والمهندس فوزان عبدالعزيز الفوزان رئيس بلدية جبه بمنطقة حائل، والأستاذ فهد بن محمد البليهي رئيس بلدية المذنب بمنطقة القصيم، والأستاذ حسين بن علي آل رجب رئيس بلدية رجال ألمع بمنطقة عسير، والأستاذ سعود بن هريسان العنزي رئيس بلدية تيماء بمنطقة تبوك، ونايف بن فليح بن خلف العنزي طالب بكلية العمارة - جامعة الملك سعود، ومنصور بن مشعل العتيبي طالب بكلية السياحة والآثار - جامعة الملك سعود، ومن الهيئة العامة للسياحة والآثار الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف، والدكتور جاسر الحربش رئيس جهاز السياحة بمنطقة القصيم، والأستاذ عبدالرحمن الجساس رئيس جهاز السياحة بمنطقة الرياض، والمهندس حسين العمري الزهراني مدير مشروع ذي عين بمنطقة الباحة، والمهندس زياد المصيول مدير مشروع جبه بمنطقة حائل، والمهندس عبدالله العنزي من الإدارة العامة للمشاريع والتنمية بقطاع الآثار بالهيئة، والأستاذ خالد بن عبدالله ابو ذيب من الإدارة المالية، والأستاذ عبدالله ناصر بن زيدان منسق الزيارة، والأستاذ محمد الرشيد باحث إعلام وعلاقات عامة أول من إدارة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة، والأستاذ ياسر الحماد مصور تلفزيوني .