في إطار سعي الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية للإفادة من تجارب الدول في السياحة والمحافظة على الآثار وإحداث نقلة نوعية في مستوى التنمية السياحية في المملكة ومشاركة الخبرات والكوادر الوطنية في التعرف على الآثار في العالم العربي والإسلامي والعالمي نظمت الهيئة العامة للسياحة والآثار رحلة علمية شارك فيها أساتذة وطلبة جامعات سعودية لزيارة المواقع التراثية والعمرانية في الجمهورية التونسية لاستطلاع تجربتها في مجال السياحة الصحراوية، وتأهيل مباني التراث العمراني والمحافظة عليها، وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي، وانعكاسها في الوقت ذاته على تنمية السياحة الوطنية. وتعد هذه الرحلة الخامسة للطلاب ، وذلك إدراكاً من الهيئة العامة للسياحة بأهمية استيعابهم للتراث العمراني وخدمتهم لهذه القضية بعد تخرجهم وأعرب المشاركون في الرحلة عن شكرهم للهيئة العامة للسياحة والآثار على مشاركتهم في هذه الرحلة التي تضم أيضا وكلاء إمارات ومحافظين وأمناء ورؤساء بلديات والتي تأتي ضمن برنامج استطلاع التجارب العالمية الذي تقوم عليه الهيئة وشركاؤها، بهدف رفع الوعي لدى المسئولين من شركاء الهيئة بأهمية التراث العمراني وإكسابهم المعرفة والخبرة في طريقة الاستفادة منه سياحيا واستثماريا. وأشاد المشرف على الإدارة العامة للدراسات والتصاميم بوكالة جامعة الملك سعود للمشاريع منصور بن عبد العزيز الجديد بالتجربة التونسية في مجال وتأهيل مباني التراث العمراني والمحافظة عليها، وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي ، وقال:إن هذه التجربة ثرية تضمنت برنامجاً مركزاً وجهداً مميزاً من قبل مسئولي الهيئة العامة للسياحة والآثار موضحا أن أسلوب العمل في تونس المميز الذي يبين مدى وضوح العلاقة ما بين الجهات المختلفة وتكامل العمل بينها كلاً فيما يخصه. واعتبر المشرف على الإدارة العامة للدراسات والتصاميم أن تجربة مدينة الحمامات فريدة ومميزة توضح مدى الأثر الواضح في استثمار المواقع التراثية وتوظيفها بما يخدم المجتمع المحلي ويجذب السياح والزائرين. وبين الطالب نايف بن فليح العنزي أن القيام بمثل هذه الزيارات من شأنها خلق فائدة كبيرة للطالب في مجال التعرف على الآثار في العالم ، مؤكداً استفادته الكبيرة من الرحلة وماتضمنته من جلسات وورش عمل ومناقشات ثرية بين المشاركين من محافظين ورؤساء بلديات وأساتذة جامعات. وأوضح أن التجربة التونسية فريدة بمحافظتها على الأصالة بأقل التكاليف والتوظيف المناسب حسب الاحتياج الفعلي والعائد الاقتصادي وعدم تكرار المشاريع في نفس المكان بشكل كبير، داعيا في الوقت نفسه إلى زيادة التعاون خارج إطار الأجهزة الحكومية وذلك مع المجتمعات المحلية ورجال الأعمال. ودعا الطالب بكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود منصور بن مشعل العتيبي إلى الاستفادة من التجارب التونسية في مجال تنمية وتطوير التراث العمراني وتوظيفها سياحياً من خلال الاستفادة من المواقع التراثية ومباني التراث العمراني لإقامة مشروعات مطاعم ومتاحف، مستشهداً بأحد أشهر مباني التراث العمراني في المدينة العتيقة في تونس والتي تم تحويلها إلى مطعم ومتحف مشهور، كما دعا العتيبي إلى الاستفادة من التجربة التونسية في مجال تطوير الأنظمة السياحية في المملكة، وتسهيل الإجراءات ودعم القطاعات الخاصة في تطوير هذه المواقع السياحية، إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها لخدمة السياح. وأشار إلى تعدد المواقع التراثية التونسية التي تم استثمارها اقتصادياً وسياحياً وتحويل نشاطاتها إلى نشاطات فاعلة ساهم في نجاحها وجعلها مركزاً للجذب السياحي. وفي هذا السياق عدّ نائب رئيس الهيئة لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور إبراهيم الغبان أن الرحلة الاستطلاعية التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لشركائها في قطاعات وزارة الداخلية ووزارة البلديات لزيارة مواقع التراث العمراني في الجمهورية التونسية فرصة للاطلاع على تجارب عالمية ناجحة بهدف الاستفادة منهم في مساندة ومشاركة جهود الهيئة في الحفاظ على موارد التراث الثقافي وتنميته والاستفادة منه في الاستثمار السياحي. ولفت الغبان إلى أن الطلاب هم خبراء المستقبل فوجودهم مع رؤساء البلديات والمحافظين وأصحاب القرار في هذا المجال يعطيهم فرصة أولاً للإطلاع على تجارب ناجحة بحيث ينعكس على دراساتهم واختصاصهم في المستقبل. الجدير بالذكر أن هذه الرحلة ركزت على السياحة الصحراوية التي تضم العديد من مواقع التراث العمراني المهمة في المملكة كمحافظة الغاط بمنطقة الرياض، ومركز جبة بمنطقة حائل اللتين تحويان قرى تراثية يتم العمل حاليا على تنميتها ضمن برنامج تنمية القرى التراثية الذي تتبناه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية.