"في كل مرة أسمع كلمة تتكرم ومن كرمكم ومكرمة"، أنا لا أقبل بهذا التعبير حين نتحدث عن المواطن وخدمته، فهذا ليس كرما ولا مكرمة، لأن هذا حقه وهذا واجبنا، أنا أتحدث بكل أمانة، هذه الكلمة تجرحني، وقد جرحت قبلي سيدي خادم الحرمين الشريفين، وتكلم فيها وقال: هذا من حق المواطن وليس كرماً مني، وهذا أقل ما يمكن أن يُقدّم له، فلا تكرروا هذه الكلمة، وكل ما يستطيع أن يقوم به الإنسان في هذا الوطن بعاطفة وقوة إيمان ومحبة لهذا الوطن هو بعض من واجباته." الكلام أعلاه للأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وقد ورث هذه اللغة وتعلمها من أبيه الذي خاطب قواتنا المسلحة حين تصديها لجيش صدام على حدودنا الشرقية قائلا: هذا ما وحّده آباؤكم أمانة بين أيديكم . وما من خطاب أو لقاء إلا وذكّرنا رعاه الله بهذه الرؤية التي تعلي من قدر المواطن وتحفظ كرامته . لكن هناك ما يشبه التواطؤ بين المواطن وبين وسائل إعلامنا لتكريس هذه اللغة التي تكرس بدورها مفهوم الرعية بدلاً من مفهوم المواطنة. وأنا أقرأ هذا الرد الإنساني والمسؤول للأمير متعب، تذكرت شاعرنا الكبير محمد الثبيتي، هذا الشاعر مكرمة بل مكارم، في كل قصيدة من قصائده يمنحنا روحه وقلبه، وها هو الآن في غيبوبته في المستشفى وسنظل نلفه في قلوبنا إلى أن يمنّ الله عليه بالشفاء.