المؤتمر العالمي الذي تحتضنه جامعة الملك سعود هذه الأيام وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتنظمه كلية العمارة والتخطيط في الجامعة وتحت عنوان "التقنية والاستدامة في العمران" يعتبر مساهمة كبيرة من الجامعة ومنسوبيها في تأكيد بناء ثقافة الاستدامة في مجتمعنا بكل المجالات التنموية والتعليمية والبحثية في العمران والزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات الأخرى. ففي قطاع الصناعة المستدامة: فقد سبق أن رسخت الجامعة شراكة حقيقية مع كبرى الشركات الصناعية بالمملكة وهي الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك - وذلك من خلال إنشائها لمراكز تميز بحثية وكراسي بحثية في مجالات البتروكيمياويات والصناعات البلاستيكية وغيرها، إضافة لتخصيص موقع كبير في وادي الرياض للتقنية بالجامعة لإنشاء أهم مركز أبحاث وتطوير للتطبيقات البلاستيكية الحديثة والبوليمرات. هذا بالإضافة لشراكة الجامعة مع القطاعات الخاصة بالصناعات الدوائية وأبحاثها، وغيرها من الجهات بقطاعات الطاقة والاتصالات وغيرها. وكذلك في قطاع الزراعة المستدامة: فقد رسخت الجامعة مفهوم الزراعة المستدامة لتوجيه وتنمية القطاعات الزراعية وفق أحدث الطرق والأبحاث المتقدمة حفاظا على الموارد والإمكانات المتاحة، وأسست لشراكة حقيقية مع وزارة الزراعة لإنشاء مركز أبحاث وتطوير للزراعة المستدامة أسوة بأحدث المراكز المتطورة بأوروبا. وأخيرا ها نحن اليوم نجد الجامعة ترسخ دعائم ثقافة الاستدامة وأسس العمران المستدام: وذلك من خلال تنظيم كلية العمارة والتخطيط بالجامعة لمؤتمر: "التقنية والاستدامة في العمران" هذا المؤتمر العالمي الهام الذي يشارك فيه أكثر من60 جهة أكاديمية ومهنية من 42 دولة عربية وأجنبية، والأبحاث المقبولة فيه هي 93 بحثاً لعرضها في سجل المؤتمر ومناقشتها في جلساته. ويستضيف المؤتمر نخبة من الخبراء والعلماء والباحثين العالميين في مجالي التقنية والاستدامة في علوم العمران، الذين سيساهمون في عرض أبحاثهم وتجاربهم العالمية بهذه المجالات الهامة والحيوية لجميع المجالات بشكل عام ولقطاع التنمية العمرانية والعمران بشكل خاص، حيث يأتي ذلك مواكبًا مع توجه الجامعة ودورها الريادي في خدمة المجتمع ورفع مستوى البيئة العمرانية. وفي الوقت نفسه، يأتي هذا المؤتمر متماشيا مع سعي الجامعة في دراسة التوجهات الحديثة والتجارب العلمية من خلال البحوث والدراسات التي سيناقشها نخبة من العلماء والمختصين من مختلف بلدان العالم. وكلي أمل وثقة بأن هذا الحدث العالمي الهام سيحدث نقلة نوعية كبيرة بمستوى العمران وتوجيهه للاستدامة بما يحفظ مواردنا وبيئتنا وإمكاناتنا خدمة لمجتمعنا بالوقت الراهن وللأجيال القادمة بإذن الله. * مشرف الشؤون الفنية والهندسية بوادي الرياض للتقنية – جامعة الملك سعود