عندما نستعرض أهم الأسماء التي أثرت في الوسط الثقافي فسنجد أن الوطن يحتوى الكثير من الأسماء التي حلقت في سماء الإبداع، وكان لها أثر واضح في إثراء الوسط الثقافي. ولا يمكن أن نخفي أو نتجاهل اسماً كان له الفضل بعد توفيق الله في جعل الثقافة هاجس الكل بعد أن كانت هاجس القلة من الناس , لا يمكن أن نتجاهل من بعث من غياهب الماضي المناشط الثقافية التي طواها النسيان . ليس صعباً على من يتواجد في منصب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أن يكون له شنة ورنة في المحافل الثقافية بدون أن يقدم مهراً لها فيكفيه أن يكون وكيل وزارة ، والأسهل منها التأشير على المعاملات وتحويلها إلى الأقسام المعنية بإنهاء أي معاملة تُوضع على مكتبه ، إن الصعوبة تكمن في كيفية توطين الفعل الثقافي وصبغه بصفة الاستمرارية . وهذا هو ما أجاده الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل . لقد كان هاجسه ليس في قيام المحفل الثقافي أياً كانت صفته الإبداعية ( مسرح ، تشكيلي ..... الخ ) بل كان هاجسه الأوحد هو كيف يصطبغ بصفة الديمومة والاستمرارية ؟؟ ولقد نجح في ذلك في ظل الظروف المحيطة به والتي لا تخفى على الكثيرين. لقد قفزت الثقافة معه خطوات كبيرة جدا من خلال مساهمته الفعالة في إنشاء جمعيات الإبداع الثقافي من جمعية المسرحيين السعوديين وانتهاء بجمعية الكاركاتير . إن إصراره على إنشائها على الرغم من العراقيل التي تم وضعها من قِبل أهلها أولاً كانت تتويجاً لرغبته الصادقة في الاستمرارية هو من جعله يغض الطرف عن هذه العراقيل ويقفز عليها بحنكة الربان الماهر . لقد أبدع السبيل في أن يكون له بصمة كبيرة جدا وسيكون من الإجحاف أن لا يكون اسمه من ضمن المؤثرين والمبدعين في الوسط الثقافي . وصحيح أن الزمن لن يقف فهناك أمنية تراود كل من تذوق طعم الإبداع الثقافي السابق وهى أن من سيخلف أبا حسّان أن يحمل هماً ثقافياً محموداً فمن يحمل الهمّ الثقافي الحقيقي لا خوف عليه فهو الوقود الذي أضاء درب من سبقه وسيكون النور لمن سيأتي والذي سيُنير الطريق إلى الثقافة الحقيقية والتي من أجلها أنشئت وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية . * مخرج مسرحي