لايزال أهالي مركز قيا التابعة لمحافظة الطائف ينتظرون افتتاح المستشفى المحلي منذ سبع سنوات، المشروع الذي ينتظره أكثر من 20 ألف مواطن، حيث لا زال المشروع يراوح مكانه بين وعود المقاول بسرعة التنفيذ وتهديد الوزارة بمحاسبة المقصرين وسحب المشروع وتسليمه لآخر، ويعتبر المشروع حلم أهالي قيا يرون فيه تخفيفا لمعاناتهم من السفر للبحث عن العلاج في المستشفيات البعيدة، والتي يبعد أقربها ما يقارب 60 كلم عن المركز. واستغرب أهالي قيا من بقاء مشروع المستشفى معطلا طوال تلك السنوات دون تدخل الجهات ذات الاختصاص لحل هذه المعضلة التي يعاني منها أهالي المنطقة، محملين المقاول مسؤولية تعطل المشروع، ومطالبين الشؤون الصحية بالطائف بمحاسبته وتحديد موعد ثابت لإنهاء العمل وافتتاح المستشفى أمام المراجعين. وتحدث عدد من المواطنين عن معاناتهم ل"الرياض"، حيث قال صنات الحارثي: "يعود تأخر إنجاز المستشفى إلى تقاعس المقاول عن تنفيذ العقد المبرم معه لتنفيذ المشروع، إلى جانب عدم محاسبته من قبل المسئولين المتابعين بسحب المشروع منه وتسليمه لمقاول آخر". وقال كل من سعد الحارثي وعلي الحارثي بأنهما تقدما ببرقيتين لمعالي وزير الصحة ليوضحا له معاناتهما مع السفر للبحث عن العلاج داخل المحافظة، مطالبان بتشكيل لجنة لتقييم العمل المنجز ومتابعته أولا بأول، وإيقاع العقوبة على الجهة المسئولة عن هذا التباطؤ. واشار المواطن عبدالله الحارثي إلى ان مشروع مستشفى قيا أكمل عامه الثامن قبل ايام دون ان يستفيد الناس من خدماته، وبالرغم من طول مدة توقف المشروع، حيث كان مقرراً اكمال بنائه خلال ثلاث سنوات حسب شروط العقد المبرم، إلا أن المقاول لم يتبدل، مضيفا أن المشروع يقع على طريق الطائف-الباحة، وأنه خصص لخدمة أكثر من 20 ألف نسمة بشكل مباشر إلى جانب عابري الطريق السريع، وقد بلغت كلفته الأولية 18 مليون ريال بسعة 50 سريرا، ثم زادت التكلفة إلى 22 مليونا لتصبح السعة السريرية 80 سريرا. كما عبّر المواطن محسن الحارثي عن استيائه من أداء مقاول المشروع وانقطاعه المتكرر عن العمل طوال الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن مستشار وزارة الصحة زار مرة المشروع خلال إدارة الدكتور حمد المانع وقطع وعداً ببدء العمل في المستشفى مع نهاية شهر رجب من العام الماضي، وما أن غادر المستشار مقر المشروع حتى توقف المقاول المنفذ وقطع وسائل الإتصال به تاركاً المستشفى على حاله. وأوضح المواطن عبدالعزيز الحارثي ان طريق الجنوب الطائف-الباحة يشهد العديد من الحوادث المرورية المؤلمة، وكثيرا ما يعجز المسعفون بفرق الهلال الأحمر عن مساعدة المصابين بسبب نقص الكوادر في هذه المنطقة، إلى جانب المسافة الكبيرة التي تفصل بين أقرب مركز للهلال الاحمر وأقرب مستشفى بالطائف، والذي يبعد عن المنطقة بما يقارب 60 كيلومترا. من جانبه قدم الناطق الإعلامي بصحة الطائف سعيد الزهراني اعتذاره للسكان عن تأخر تنفيذ المشروع، مشيرا الى ان الشئون الصحية تبذل كافة جهودها من اجل الانتهاء من التنفيذ في أسرع وقت، لافتا أن التأخر خارج تماما عن إرادة الشئون الصحية.