قبل فترة قرأت خبراً عن سيدتين سعوديتين أنجبتا 35 مولوداً - بينهم عشرة توائم - خلال 20 عاماً فقط. ويبدو أن «الطبينتين» خاضتا سباقاً غير معلن لإنجاب أكبر قدر من الأبناء في وقت قصير جداً. وفي آخر ولادة لهما بجدة وضعت الأولى مولودها التاسع عشر في نفس الوقت الذي وضعت فيه الثانية مولودها السادس عشر (حسب الشرق الأوسط في 20 نوفمبر الماضي)! وما حيرني بالفعل هو صحة الرجل الذي يقف خلف هذا الانجاز؛ فهل حدث - ما حدث - برغبته ورضاه أم تحول منذ البداية إلى ديك مقلوب على ظهره (!؟).. على أي حال سن المرأتين (39 و38) عاماً لن يتيح لهما مستقبلاً انجاب أكثر من طفل أو اثنين. فاستمرارهما بهذا المعدل كان سيتيح لهما تجاوز السيدة فيودور فازالياف التي انجبت 69 طفلاً في القرن الثامن عشر وما تزال صاحبة الرقم القياسي في هذا المجال. فهذه الفلاحة الروسية وضعت 16 زوجاً من التوائم الثنائية، وسبعة من التوائم الثلاثية، وأربعة من التوائم الرباعية وكانت تحظى برعاية خاصة من الامبراطورة كاترين العظمى... ومن المعروف ان انجاب أكبر قدر من الذرية كان (في العصور القديمة) ضرورة لمواجهة النسبة المرتفعة للفقر والمرض وكثرة الوفيات.. أما بالنسبة للسلاطين فكان مجرد إجراء روتيني يضمن بقاء السلالة الحاكمة لأطول فترة ممكنة. وكان سلاطين الدولة العثمانية يملكون أعداداً هائلة من الجواري والمحظيات لهذا الغرض بالذات. وكانت كل جارية تنجب طفلاً - أو اثنين - يحق له خلافة والده. فالسلطان عبدالعزيز مثلاً (1830-1876) بدأ حكمه بزيادة عدد الجواري في قصره إلى 900 جارية (سمح لنصفهن بالإنجاب). أما عدد الجواري في قصر السلطان عبدالحميد فبلغ 3000 جارية - كان معظمهن يحملن إذناً سامياً بالإنجاب.. هذا المفهوم كان سائداً في العديد من الأمم السابقة - من الصين وتايلند إلى المغرب وأوغندا.. فملك المغرب العظيم «مولاي إسماعيل» تجاوز عدد أبنائه الثلاثمائة وأحفاده الألفين. أما الامبراطور الصيني قوبلاي خان فكان يضيف لقصره كل عام 563 محظية جديدة مما رفع عدد أبنائه إلى 2265. أما ملك أوغندا ميتيسا (1837-1884) فكان يحتكر لنفسه 7000 زوجة وجارية مما وصل بذريته إلى 4233 طفلاً - وحين دعاه المبشر الانجليزي وايجون إلى الاكتفاء بزوجة واحدة أجابه بخبث: فقط إن وافقت الملكة فيكتوريا على تزويجي باحدى بناتها!! ورغم أن ظروف الفاقة والمرض خفت كثيراً هذه الأيام إلا أننا ما زلنا نسمع عن «ديوك» تعمل كحقن تلقيح؛ فقبل فترة قرأت خبراً عن رجل من إمارة عجمان يدعى محمد مراد تزوج للمرة الثانية عشرة. وحتى قبل الزواج الأخير وصل عدد ابنائه إلى 63 جميعهم من الذكور - فيما زاد عدد أحفاده على المائة. ويعتزم «أبوحميد» دخول كتاب جينيس للأرقام القياسية من خلال الزواج سنوياً قبل وصوله لسن الثمانين. وبما أن الرجل ما يزال صغيراً (53 عاماً فقط) لا استبعد نجاحه مستقبلاً في هذا الهدف!! .. أما صحيفة الاعتماد الايرانية فنشرت تقريراً عن شيخ يدعى أحمد كبيري من بلدة إقليد لديه 167 ابناً وحفيداً. ويعتقد انه حالياً أكبر معمر في إيران حيث تجاوز عمره 140 عاماً. وحسب الصحيفة لم يذهب الرجل في حياته لأي طبيب وما يزال يؤدي فرائضه الدينية ويعيش مع أصغر بناته (التي تجاوزت ال85 عاماً)!! .. بدون شك لو تمتع كل الرجال بهذا النشاط لأصبحت الأرض كوكباً للأرانب منذ زمن بعيد!!