ماذا لو رأيت (في المنام) ، أنني اختلست بعض حجارة ( الأهرام ) على سبيل الاقتباس .. وبنيت لي بجانبها هرما ( رابعا ) ، أو قصرا ممردا من قوارير.. فهل سيخرّطني إخوتنا المصريون ، كما يخرطون ( الملوخية ) ، بحجة أنني أسأت إلى حضارتهم الفرعونية العريقة ، وأقلقت منام ( خوفو ) و( خفرع ) و( منقرع ) ؟! وإذا رأيت ، فيما يرى النائم ( الحالم ) ، أنني دفعت على سبيل الشهامة برج (بيزا) المائل ، فمال إلى الجانب الآخر أكثر من اللازم ، وخر على أم رأسه صعقا .. فهل سيفرمني (الطلاينة ) ويعملون مني ( بفتيك وبسطرمة ) ؟! وهل .. وهل .. وهل .. ومن هذه ( الهلهلات ) : هل ينبري لي أي واحد زعلان من مرته ويحط نقره من نقري ، مفسّرا أضغاث الأحلام في المنام على أنها ( نوايا عدوانية ) .. ويدخلني في زمرة ( السيكوباتيين ) .. ويشخّص حالتي على أنها انعدام للشعور بالحياء ، جعلت نفسي الأمّارة بالسوء تحدثني بتقويض (الحضارة الإنسانية ) .. مما يترتب عليه تخلّف البشرية .. وأن إطاحتي ( ببرج بيزا ) والأهرام في الأحلام إن دلّت على شيء فإنما تدل على تأصل فسوقي وعصياني ، مما (يكرّس) الاعتقاد بوقوع عمل خطير ، يشيب لهوله الولدان ، وشر مستطير، لم يحدث في سالف العصر والأوان .! ولعله يتوغّل في تحليل شخصيتي تعميما للفائدة فيدّعي أنه نما إلى علمه أنني عشت طفولة مشرّدة ، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنني أنا الذي ثقبت الأوزون ، وجبل أبو مخروم ، منذ نعومة أظفاري ، والدليل (قالوا له) .! وما دام الدليل ( قالوا له) .. معناته خلاص .. رحنا فيها .! ولا يستبعد والحالة هذه أن يدعو الأمين العام (الجديد) للأمم المتحدة ، إلى عقد مؤتمر طارئ ، يصوّت فيه الخمسة العظام .. على حكم ( بالإعدام ) ومصادرة الأحلام .. و" ما تطيح السّقيفة .. إلا على الضعيفة " يا صاحبي .! *** الشعراء هائمون .. يحلمون .. يتخيلون .. يهربون من (كوابيس اليقظة ) إلى فردوس الأحلام .. يحلّقون في عالم من نسج خيالهم .. نحتوه .. وقوّروه .. ودوّروه .! فلا تخف .. لا بأس علينا من الشعراء يا صاحبي ، لأن بضاعتهم (مشاعر ) .. ورأس مالهم لسان .. ووجدان .! *** من بوح فاروق جويدة : " لقد كان حلما .. فهل في الحياة ، سوى الوهم يا طفلتي والخيال ؟! وما العمر يا أطهر الناس إلا سحابة صيف كثيف الظلال .! فمن قال في العمر شيء يدوم ..؟ تذوب الأماني .. ويبقى الخيال .!!