لم يجد أحد الأطباء المتعافين من الإدمان حرجا في عرض تجربته السابقة مع الإدمان، إذ دوّن أهم مراحلها في نشرة وزعتها مساء أول من أمس "زمالة المدمنين المجهولين NA" عبر مجموعة "الخط المستقيم" التابعة لها. وأكد الطبيب المتعافي أن طريقه للإدمان كان بعد أن التقى بمريض مدمن على تعاطي "الهروين"، إذ "نصح المريض قبل دخوله للعملية الجراحية التي سيجريها له بضرورة التوقف عن الهروين لمدة أسبوعين، إلا أن المريض لم يستطع الالتزام فسقط على الأرض في المستشفى مطالبا بالحقنة". وأضاف "بعد ذلك أخذت أفكر في حياة الإدمان، فأخذت حقنة لي وملأتها ب"أمبول" وهو نوع مهدئ، وحقنتها في الوريد ما أدخلني في عالم من الاسترخاء". وتابع سرد قصته "لم أكن ككثير من الأطباء أعرف معنى الإدمان في جسد المدمن"، مشيرا إلى أنه جراح ماهر، ومشغول بعمله في المجال الطبي. وحذر الطبيب بعض هواة التجريب من التدرج في الإدمان، إذ إنه يخدع المرء، ف" رغم كوني طبيباً، إلا أني لم أنج من الإدمان إلا بعد التعافي وبرنامج علاجي متخصص قدمته زمالة المدمنين المجهولين لي". وأضاف "كنت طبيبا مغرورا وعنيدا جدا"، مستدركا "إن برنامج الزمالة وفر لي البيئة المناسبة للشفاء والحمد الله"، داعيا أي مدمن إلى التوجه للمجموعة وكشف سره لها لأنها لن تقوم بفضح سره، بل ستعالجه وتساعده". وحملة التوعية التي قامت بها "جماعة الخط المستقيم" في محافظة القطيف تعتبر أهم حملة قامت بها الزمالة، إذ تم توزيع نحو 20 ألف كتيب، احتوت على أسئلة وإجابات، وعن هدف الحملة أبان مسؤلون في الزمالة ب"أن أساس كل مجموعة داخل الزمالة يكمن في حمل رسالة للمدمن الذي لا يزال يعاني"، عارضة في منشوراتها برنامجا كاملا يمكن أن يضع المدمن على الطريق الصحيح للتخلص من إدمانه. وقال عضو جماعة الخط المستقيم، المدمن المتعافي مصطفى ل"الرياض": "قمنا بنشر ارقامنا في المطويات الرسمية بغرض توفير الفرص للمدمنين الراغبين في التعافي"، مشيرا إلى إمكانية الاتصال بالجماعة وأضاف "إننا نرحب بأي مدمن في اجتماعاتنا الأسبوعية التي نعقدها الثلاثاء من الساعة 7:30 لغاية 8:45 مساء في مقر مدينة الأمير نايف الرياضية في محافظة القطيف، كما إننا نجتمع مساء الجمعة من نفس الوقت لغاية التاسعة". يشار إلى أن مجموعة الخط المستقيم التابعة لزمالة المدمنين المجهولين تعتبر من أنشط الجماعات في الزمالة، إذ ابتكر أعضاؤها فكرة النزول للناس ومخاطبتهم في شكل مباشر، بدلا من التخفي، ما سبب تجاوبا كبيرا معهم في محافظة القطيف.