معصومة المقرقش أصبحت شخصاً مختلفاً.. مسؤولاً، وتغيرت حياتي كلياً, عندما وجدت مجتمعاً رضي بيّ مدمناً, ومؤذياً للآخرين.. لم يهمهُ لون بشرتي، ولا وضعي الاجتماعي، ولا معتقدي الديني ، ولا يريد إلا مساعدتي في التوقف عن تعاطي المخدرات. أحد أعضاء برنامج زمالة المدمنين المجهولين في المنطقة الشرقية رفض الكشف عن اسمه تحدث ل( الشرق) عن قصة مجتمع عدد أفراده 58 عضواً من المواطنين، والمقيمين مدمنين، ومتعافين، شيباً تجاوزوا الخمسون، وشباناً لم يبلغوا العشرين عاماً، يتشاركون معاً نجاحاتهم وصعوباتهم في التغلب على الإدمان النشط ليحيوا حياةً منتجة بدون مخدرات, من خلال تطبيقهم المبادئ التي تتضمنها 12 خطوةَ و12 تقليداً للزمالة.
صحبة للمدمن باقي حياته ويذكر العضو المنتسب إلى الزمالة أن شرط الانتساب هو أن يعترف المدمن أن حالته مشكلة تستدعي التدخل والمساعدة، وكشفه للذات بخصوصية، وتقديم إصلاحات عمّا فعله من إيذاء للآخرين، فضلاً عن رغبته في مساعدة مدمنين آخرين يرغبون في التعافي. وزمالة المدمنين المجهولين كما يقول العضو: “مجتمع نظامه الخدمي هرم مقلوب، قادة البرنامج هم خدم للمجموعة، ومستعدين لمساعدة العضو الجديد، واحتضانه مهما كان حجم مشكلة إدمانه، ويؤمنون أنه سوف يتغير”. ويحكي العضو المنتسب إلى الزمالة أن البرنامج مجتمع متماسك، لا يستطيع أعضاؤه ترك بعضهم البعض، لأنهم يخشون الرجوع إلى حياة الإدمان من جديد، بل إنهم يشعرون بالرضا والراحة النفسية معاً، لافتاً إلى أن الأعضاء جميعاً يتحدثون خلال اجتماعاتهم المتواصلة عن تجربتهم مع التعاطي، والآثار التي خلفتها المخدرات على حياتهم ومستقبلهم. ويذكر أن أحد المدمنين المتعافين من سموم المخدرات وهو من دولة خليجية مجاورة تعود حضور اجتماعات البرنامج يوم الاثنين على الرغم من أنه مرّ على فترة تعافيه قرابة 28 عاماً، وذلك خوفاً من الرجوع إلى المخدرات.
مجتمع بعيداً عن الايدولجية ويضيف أن برنامج الزمالة لا يتدخل في دين, أو مذهب, أو عرق المدمن إطلاقاً غير أنه يتعامل مع المدمن على أساس واحد, هو التوقف عن تعاطي المخدرات وأن يجد طريقة جديدة للحياة في خط المستقيم. وعن انضمام المراهقين المدمنين إلى زمالة المدمنين المجهولين يضيف العضو أن “في القطيف مثلاً يوجد برنامج منشق من الزمالة بعنوان (الخط المستقيم) يعمل على استقبال اتصالات المدمنين الشباب وغيرهم، مشيراً إلى أن أغلب الاتصالات ترد من قبل الأهالي رغبة في مساعدة أبنائهم على التخلص من الإدمان.
نحنُ نأتي إليك في منزلك ويتابع: “بعض الأهالي يخبروننا أن ابنهم المدمن يرفض زيارتنا والحديث معنا، فيقوم فريق الخط المستقيم بزيارة المدمن الشاب في منزله في محاولة منّا لإقناعه بالتوقف عن التعاطي عن طريق سرد قصصنا وتجاربنا مع الإدمان، إلى جانب إقناعه بزيارة مستشفى الأمل في الدمام للتخلص من السموم”.
زيارة مستشفى الأمل ويقول العضو المنتسب إن أعضاء الزمالة تعودوا بشكل دوري أن يقوموا بزيارة مستشفى الأمل في الدمام لمقابلة المرضى هناك، والحديث معهم عن تجاربهم، وحياتهم خلال فترة الإدمان، وعن كيفية التخلص من السموم، لافتاً إلى التعاون المشترك, والدعم الذي يقدمه المستشفى للزمالة.
أشعر بالسعادة ولا أخجل من الماضي والعضو المنتسب لزمالة المدمنين المجهولين الذي رفض الكشف عن اسمه: ليس حياءً من ماضيه, أو خوفاً من التقاليد, كما يؤكد ل(الشرق), بل أن أعراف الزمالة هي من أجبرته على الاحتفاظ باسمه التي تتحفظ بظهور أسماء أعضائها للصحافة، والوسائل الإعلامية الأخرى, كما أنه يشعر بالسعادة والرضا لأنه وجد مجتمعاً تقبله كما هو، وأخذ بيده نحو الخلاص، وساعده مرات عدة أيام انتكاسته، وبنى بيته من جديد، ولم تتوقف حياته عند طريق المخدرات. الإدمان | العلاج | مستشفى الأمل