كتاب "خواطر وأحاديث للأبناء" لمؤلفه عبدالله بن عبدالمحسن بن محمد الماضي من القطع المتوسط يقع في مائتين وثلاث وخمسين صفحة يحتضن خمسة وأربعين موضوعاً بالإضافة للمقدمة والتمهيد والخاتمة. يتضمن دروساً من الخبرة والحكمة والتجارب والرؤى الاجتماعية والفكرية مضمناً طائفة من الحكم والآثار والأشعار وهموم اجتماعية بسط الحديث فيها وأورد أمثلة من واقع التجربة والمشاهدة كشاهد عصر يحدد معالمها ويصف العلاج وفق منظور اجتماعي شرعي. وقد سطر هذا الكتاب بأسلوب أدبي شائق يجول فيه قارئه بين خاطرة وحكمة ومثل وقصة وموقف نبيل ذي أثر في الفرد والمجتمع. فالكاتب له وجهة نظر في اختيار الأصدقاء وله رؤية في التعامل مع القريب والجار والزميل في العمل والمهنة. كيف تكون الطريقة المثلى في التعامل مع الأبناء؟ كيف تكسب الأصدقاء وتحول أضدادهم إلى أصفياء أوفياء بطريقة مناسبة وفق أسلوب اختصه واخططه وفق منهج تربوي لهذا الغرض. وهو في هذا الكتاب يوجه الأبناء نحو العصامية وبناء الذات. له خواطر شجية في حب الوطن والتلهف إلى العودة إليه حينما يجبر المرء على فراقه لعمل أو استشفاء أو دراسة أو نحو ذلك. بين دفتي هذا الكتاب خواطر ووصايا كثيرة من حكيم مجرب عرك الحياة وعركته عرفها بحلوها ومرها. تُعرض خلاصة هذه التجارب في صفحات تمتلئ حكمة ورؤى صائبة. تلكم الخواطر موجهه للرجال والنساء والشباب والشيوخ والأسر والمجتمعات كما يتضمن الأسلوب الأمثل للدعوة وملحوظات للدعاة يزخر بالعديد من الموضوعات المختلفة التي تجعل القارئ ينتقل من موضوع لآخر ومن فكرة إلى أخرى فهو خلاصة تجربة رجل سبر أغوار الحياة. توقف عند التقاعد ولم يوقفه التقاعد بل بدأ حياة جديدة وهذا درس عملي لكل متقاعد بأن يجعل تقاعده بداية لجمع الذكريات والمذكرات.. وسكب التجارب والخبرات العملية ليستفيد منها الجيل ويتشرب تلك الخبرة ويبدأ من حيث انتهى شيوخه. فكثيرة هي الكتب التي تتحدث إلى الأبناء ولكن قليلة هي النابعة من الخبرة والتجربة كما هي حال مؤلف كتابنا (خواطر وأحاديث للأبناء) يقول مؤلفه أن الحياة بهمومها ولهوها وآمالها وآلامها وبأفراحها وأتراحها وتكالب القوم وتنافسهم ماذا اعددنا لها؟ إنه العمل على تطوير الذات وهذا الكتاب حري أن يقرأ ويقتنى فهو ثمرة تجربة وعصارة فكر تمازجت وامتزجت في أسلوب أدبي قصصي وبأسلوب الرواية الممتع مما يجعل قارءه يسترسل في قراءته ليتشرب ويشرب من ينابيع تلكم التجارب والحكم والمواعظ . كما أن على القطاع العام والخاص على حد سواء الاستفادة من تلكم الخبرات والتجارب وأن لا تذهب أدراج الرياح بل تبقى مصابيح تضيء الأهداف ووسائل لتحقيق الغايات وأن ينهل شبابنا وشاباتنا من تلكم الخبرة والتجارب العلمية والعملية ليحطموا كل حجر يقف أمام تحقيق أحلامهم بوسائل علمية شرعية هادفة كما أن على القطاعين العام والخاص أيضاً الاستفادة منهم في الدورات والتدريب والاستشارات والبحوث واللقاءات والمحاضرات والندوات وعقد ورش العمل والإشراف عليها، فهؤلاء المتقاعدون ثروة وطنية أُنفق على إعدادهم مهنياً وفنياً وتدريباً حتى وصلوا إلى درجة عالية من النضج الفكري والمهني والتقني والإداري مما أكسبهم قدرة على اتخاذ القرار المناسب وتفعيل العاملين معهم فهم كالمنارات تضيء الطريق. وعلى جمعية المتقاعدين أن تضع قاعدة بيانات لأولئك المتقاعدين وتخصصاتهم وأعمالهم وخبراتهم وتكون المرجع لمن يريد الإفادة والاستفادة حتى لا تضيع تلكم الخبرات بل تحتضن وتكون إشراقة نور وأمل. * مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض