أعلنت الشرطة الباكستانية الخميس ان خمسة أمريكيين اعتقلوا في باكستان اثناء محاولتهم الاتصال بناشطين اسلاميين ستوجه اليهم على الارجح تهمة الارهاب ما يعرضهم للسجن المؤبد. وكانت محكمة مدينة سرغودا اودعت يوم الجمعة الماضي الأمريكيين الخمسة السجن لعشرة ايام بعد ان طلبت الشرطة المزيد من الوقت لاستكمال التحقيق. واوقف الخمسة في باكستان في كانون الاول/ ديسمبر بتهمة السعي الى الاتصال بتنظيمات على صلة بالقاعدة للمشاركة في انشطتها وبدون شك في شمال شرق البلاد حيث توجد قواعد للحركات الاسلامية المتشددة. وقال المسؤول في الشرطة طاهر جوهر ان "تحقيقنا انتهى وسنطلب من المحكمة في الجلسات القادمة محاكمة الرجال الخمسة بموجب قانون مكافحة الارهاب والحكم عليهم بالسجن المؤبد". الى ذلك اعلن مسؤولون امنيون ان ثلاثة ناشطين على الاقل قتلوا امس في ثاني ضربة صاروخية لطائرة أمريكية بدون طيار خلال ايام تستهدف متمردين في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان. ووقع الهجوم عند الساعة 8,45 (3,45 تغ) في قرية غوديخيل على بعد 15 كيلو مترا شرق ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان الواقعة على الحدود مع افغانستان. وقال مسؤول امني في المنطقة لوكالة فرانس برس ان "طائرة أمريكية بدون طيار استهدفت آلية وقتلت ثلاثة ناشطين". واضاف ان "هويات الناشطين لم تعرف كما لم يعرف ما اذا كان هناك هدف مهم في المنطقة عند وقوع الهجوم". واكد مسؤول امني آخر الهجوم ومقتل الناشطين الثلاثة. وطلب المسؤولان عدم كشف هويتيهما نظرا لحساسية مسألة الضربات الأمريكية في باكستان التي اثارت مشاعر غضب من الأمريكيين. كما لم تتضح المجموعة التي استهدفها القصف اذ ينشط في شمال وزيرستان مقاتلو طالبان ومسلحو القاعدة ومجموعة حقاني التي شنت عدة على القوات الاجنبية المتمركزة في افغانستان. في شأن متصل طالبت الحكومة الباكستانية الخميس بعدم انسحاب القوات الدولية بشكل سريع من افغانستان حيث تنتشر منذ 2001 مؤكدة دورها كشريك للولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط في لقاء مع الصحافيين ان "قرار مغادرة افغانستان لا ينبغي ان يتخذ الا عندما يكون هذا البلد قد اصبح قادرا على حماية نفسه". واضاف ان "الاستقرار والسلام في افغانستان يصبان في مصلحتنا الاستراتيجية ونحن نعمل الى جانب الولاياتالمتحدة لجعل السياسة الأمريكية في افغانستان تؤتي ثمارها". وشدد في هذا الاطار على "ضرورة عدم انسحاب القوات الدولية من افغانستان بشكل سريع". ولا تكف واشنطن عن حث حليفتها اسلام اباد على بذل المزيد من الجهود للقضاء على التمرد الاسلامي في شمال غرب البلاد وخاصة في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان. وتستجيب اسلام اباد لذلك ولو جزئيا بشن العديد من الهجمات العسكرية في هذه المناطق مخاطرة باثارة استياء الرأي العام المناهض بشدة للولايات المتحدة. الا ان اعلان الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مطلع كانون الاول/ ديسمبر عن بدء انسحاب القوات الأمريكية اعتبارا من تموز/ يوليو 2011 اثار قلق العديد من المسؤولين الباكستانيين. ويخشى هؤلاء ان يترك رحيل الغربيين من افغانستان الساحة خالية امام طالبان لاعادة السيطرة على البلاد وان يؤدي الى تعزيز قوة حركة طالبان باكستان التي يشن عناصرها منذ عامين ونصف عام حملة هجمات دامية مكثفة على حكومة اسلام اباد الهشة. كما يخشى بعض المسؤولين الباكستانيين من ان تؤدي التعزيزات الأمريكيةالجديدة في افغانستان مع انتشار 30 الف جندي اضافي في هذا البلد قبل صيف 2010 الى دفع عناصر طالبان الافغان الى اللجوء الى الجانب الآخر من الحدود ما يهدد بزعزعة استقرار باكستان.