أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلاثاء ان محاولة التفجير الفاشلة التي تعرضت لها طائرة اميركية يوم عيد الميلاد تمثل "فشلا" امنيا واستخباراتيا "مرفوضا"، متعهدا بمحاسبة المسؤولين عنه. واكد اوباما حصول اخطاء في عملية جمع وتبادل المعلومات الاستخباراتية حول المتطرفين وكذلك في منظومة الامن الداخلي، مشددا على أنه لولا هذه الاخطاء لكان بالامكان تفادي الهجوم الفاشل الذي تعرضت له طائرة "نورثويست" الجمعة اثناء رحلة بين امستردام وديترويت وعلى متنها 290 شخصا. وقال "لقد حصل فشل في النظام واعتبر أن هذا الامر مرفوض تماما"، وذلك في تصريح صحافي مقتضب قطع فيه لليوم الثاني على التوالي إجازته التي يقضيها في هاواي (المحيط الهادئ) بغية اطلاع الاميركيين على تطورات هذه القضية. واضاف اوباما، الذي كان يتحدث للصحافيين في قاعدة بحرية قرب مقر عطلته في هاواي، انه "كانت هناك مجموعة من الاخفاقات، سواء البشرية ام الناجمة عن النظام، ساهمت في حصول هذا الفشل في النظام الأمني والذي كان من الممكن أن يكون كارثيا". وتابع "يجب ان نستخلص العبر من هذا الحادث وان نعمل على سد الثغرات في نظامنا لان امننا على المحك وهناك ارواح ايضا على المحك"، مشيرا الى ان النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير الطائرة، سمح له بركوب الطائرة على الرغم من ان والده حذر السفارة الاميركية في بلاده من تشدد ابنه. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية اكد الاثنين ان المركز الوطني لمكافحة الارهاب (الذي استحدث بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر) هو الجهاز الوحيد المخول بإلغاء أي تأشيرة بسبب الاشتباه بعلاقة صاحبها بالارهاب. وقال اوباما إن "هذه الانذارات كان ينبغي ان تطلق اشارات، والمتهم ما كان يجب ابدا ان يسمح له بالصعود على متن هذه الطائرة المتجهة الى الولاياتالمتحدة". واضاف ان النتائج الاولية لمراجعتين للاجراءات الامنية أمر باجرائهما إثر الهجوم الفاشل ستسلم الى البيت الابيض اعتبارا من هذا الاسبوع. واقر الرئيس الاميركي بان هذه التحقيقات افضت منذ الآن الى "دواعي قلق جدية" وانها تشير الى وجود "قصور" امني واستخباراتي خلف الحادث. وقال "سأفعل كل ما في استطاعتي من اجل دعم الرجال والنساء العاملين في الاستخبارات والشرطة والأمن القومي لكي يحصلوا على كل الموارد التي يحتاجونها لإبقاء أميركا آمنة". وأضاف "ولكن واجبي ايضا أن أحرص على أن تكون اجهزة الاستخبارات والشرطة والامن القومي هذه وأعضاؤها يعملون بفعالية ويحاسبون". وتابع الرئيس الاميركي "اعتزم تحمل هذه المسؤولية واشدد على المحاسبة على كل المستويات". ويأتي تصريح اوباما الثلاثاء في الوقت الذي اثار فيه صمته طوال عطلة نهاية الاسبوع التي اعقبت الهجوم الفاشل، انتقادات حادة من جانب خصومه الجمهوريين الذين هاجموا ايضا وزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو لقولها الاحد ان "النظام عمل كما ينبغي". من ناحية اخرى اعلن مسؤول اميركي كبير ان الرئيس اوباما ابلغ الثلاثاء بمعلومات جديدة حول امكان وجود "رابط" بين تنظيم القاعدة والهجوم الفاشل يوم عيد الميلاد. الا ان المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته قال إنه ليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن محاولة تفجير الطائرة التابعة لشركة نورثويست ايرلاينز كانت جزءا من سلسلة من الهجمات، ولم يجزم بأنها مرتبطة بالضرورة بتنظيم القاعدة. ورفض المسؤول الذي تحدث الى وكالة فرانس برس تأكيد صحة اعلان القاعدة مسؤوليتها عن محاولة الهجوم. وقال "لا يمكنني القول اننا نعرف بصورة مؤكدة" ان تنظيم القاعدة "خطط لهذه" العملية. واضاف "لكن المعلومات الجديدة التي حصلنا عليها ليلا تشير الى وجود رابط ما". واوضح ان بعض المعلومات الجديدة عن الاعتداء "تتعلق بالمتهم بتنفيذ الاعتداء الفاشل وخططه، وبعضها الآخر بتنظيم القاعدة وخططه بينما يتعلق جزء منها باحتمال حصول اعتداءات خلال عطلة الاعياد". واكد انه على الرغم من ان هذه المعلومات ليست كاملة، كان من شأنها "لو تم الربط في ما بينها" إحباط محاولة الاعتداء. الى ذلك ذكرت وسائل إعلام محلية الاربعاء أن دبي التي عاش فيها النيجيري عمر عبد المطلب معظم هذا العام لم تبدأ تحقيقا حول الحادث. وكان عمر فاروق عبد المطلب -23 عاما- قد قضى معظم الاشهر السبعة الاولى من عام 2009 في الامارات حيث كان يدرس بإحدى الجامعات قبل أن يتوجه إلى اليمن في آب/أغسطس الماضي حيث يزعم أنه حصل على تدريب من تنظيم القاعدة. ونقلت صحيفة "جالف نيوز" عن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم قوله إن الرجل بقي في الامارات لفترة قصيرة وأنه ليست لديهم أي شكوك في تورط أعضاء آخرين مع الرجل النيجيري وأنه لم تلجأ إليهم أي هيئة لا قبل الحادث ولا بعده. وأضاف قائد الشرطة أنه لم يكن هناك أي سبب للاشتباه في هذا الرجل خلال إقامته في دبي وأنهم لا يضعون الأشخاص تحت المراقبة بدون سبب.