ومرض الثبيتي وموت الجفري والطيب صالح ومايكل جاكسون الأبرز مرّ العام المنصرم ، وقد تلاحقت أحداثه حتى لم نكد نخرج من خطب ما ؛ حتى نجد أنفسنا في دوامة خطبٍ آخر ، وهي أحداث جسام ، ما بين ثقافية واقتصادية وسياسية ومناخية .. الخ لكننا هنا سنتناول الشأن الثقافي مع مجموعة من المثقفين . لنعرف آراءهم في هذا الجانب محمد المنقري لعل من أهم الأحداث الثقافية التي شهدها العام 2009 – 1430 معرض الناشر السعودي بجدة، الأيام الثقافية السعودية في الخارج ومن أهمها في الأرجنتين واليمن، مواصلة صدور مجلة دبي الثقافية وكتابها الشهري، انعقاد مؤتمر التجديد والإصلاح في الفكر الإسلامي في مكتبة الإسكندرية، معرض الرياض الدولي للكتاب، الإعلان عن جائزة الملك عبدالله للترجمة في دورتها الثانية، افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، التقاء الناشرين العرب في مؤتمرهم الأول الذي استضافته الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، انعقاد ندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة وهي ندوة ثقافية سنوية تؤصل لثقافة الحج ومقاصده المعرفية، إعلان جائزة كتاب العام بنادي الرياضالأدبي، التقاء الأدباء في مؤتمرهم الثالث في الرياض، مواصلة نادي حائل الأدبي لحضوره المدهش في ظل نوم كثير من الأندية الثقافية حيث أصدر جملة من الأعمال المهمة منها الأعمال الكاملة لمحمد الثبيتي، الدورة الجديدة لمؤسسة الفكر العربي في الكويت وصدور التقرير الثاني حول التنمية الثقافية في العالمي العربي، وهو تقرير مهم نأمل أن تلتفت إليه المؤسسات الثقافية بكافة فروعها فهو معين حقيقي لتجاوز العثرات المزمنة التي ألفتها هذه القطاعات، ومن أحداث هذا العام رحيل الروائي الكبير الطيب صالح والكاتب السعودي عبدالله الجفري رحمهما الله. صورة لمبنى الكتاب في طريق الملك عبدالله بالرياض وعلى مشارف العام الجديد هناك بعض الأمنيات ربما تحققت منها: تدشين المراكز الثقافية في المدن السعودية لتكون مزيجاً من المكتبات العامة والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون تنظر للثقافة عبر أفق أشمل، تحقيق تواصل فعّال بين المؤسسات التربوية والتعليمية والمؤسسات الثقافية لرعاية الأسماء الجديدة ورعاية المواهب، أتمنى أيضاً أن يكون العمل الثقافي احترافياً باعتباره ركيزة تنموية لها خططها وموازناتها بدلاً من العشوائية والهبات والأعمال الطارئة. آمل من جهة ثانية تدشين صندوق للتنمية الثقافية يشرف على البرامج ويعزّز المبادرات ويعمل ضمن توجه احترافي يعتبر الثقافة ومفرداتها صناعة عصرية على قدر من الحساسية والخطورة. كما آمل من القطاعات الرسمية ذات العلاقة بصناعة النشر والتوزيع في السعودية أن تبحث وتعين المؤسسات العاملة في المجال لإنعاش حركة نشر الكتاب وتعزيز طرق توزيعه وتسهيل العمليات في هذا المجال لما فيه خدمة الساحة الثقافية والمعرفية بكافة أطيافها. القاص فهد الخليوي محليا ذهب العام الماضي ، مخلفا كارثة جدة الأليمة ، ورعب أنفلونزا الخنازير، وحمى الضنك ، إنه عام الغرق والمرض ، وقد تجاوزته البلاد بالصبر والاحتساب ، ومن ايجابياته أنه العام الذي كشف أقنعة المفسدين الذين تجردوا من الأمانة ومن الضمير وآثروا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن والمواطن. وعربيا لا أعتقد أن منجزا مهما حدث في العام الفائت يثير الانتباه. وعالميا ، يظل الانجاز الأهم لعام2009م ، هو فوز رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الجديد أوباما ، بجائزة (نوبل) ، وهو فوز يستحقه الرجل عن جدارة ، تقديرا واحتراما لنواياه الطيبة بالحد من انتشار الأسلحة النووية المرعبة ، ولرغبته المخلصة في حل القضية الفلسطينية ونشر المحبة والسلام في ربوع العالم. أنا أتطلع مع اشراقة العام الجديد ، أن تستمر بلادنا الغالية في بناء نهضتها الحديثة بالأمل والعمل وتحدي كل المعوقات ، وتلحق بركب الأمم المتقدمة.وتشاع فوق أرضها المباركة المزيد من قيم الحرية والتسامح والعدل والمساواة. حامد بن عقيل روائي وناقد: لعل أبرز أحداث العام المنصرم من وجهة نظري هي فوز باراك أوباما بالانتخابات الأمريكية ، كونه أول رئيس من الجنس الإفريقي الأسود ، والوفاه المفاجئة لمايكل جاكسون ملك البوب الأمريكي المشهور ، هذا على مستوى العالم ، وليس هناك ما يمكن الالتفات إليه عربيا ومحليا الروائي والقاص صلاح القرشي : من الأحداث المحلية تعيين وزيرا جديدا للثقافة والإعلام وهو الإعلامي المثقف عبدالعزيز خوجه بعد أن وضع الوزير السابق الأستاذ أياد مدني الكثير من البصمات الكبيرة والمهمة فيما يتعلق بالثقافة تحديدا من أهم الأحداث الثقافية وإن كان حدثا مؤلما ومحزنا إنه حدثت إصابة الشاعر الكبير محمد الثبيتي بجلطة دماغية..ونسأل الله تعالى أن يمن على هذا الإنسان الرائع بالشفاء العاجل . أيضا فوز الصديق القاص عدي الحربش بجائزة كتاب العام التي يتبناها النادي الأدبي في الرياض وكان حدثا ثقافيا مهما لأنه يعيد القصة القصيرة إلى الواجهة . إعلان نادي حائل الأدبي عن جائزة رواية العام وهي جائزة مهمة يمكن لها أن تساهم في تحسين نوعية المطروح على مستوى الرواية .. عالميا كان حدث فوز الرومانية الألمانية هيرتا ميلر حدثا مفاجئا للكثير ممن يتابع جائزة نوبل الأدبية . كما كان خطاب اوباما في جامعة القاهرة إلى جانب أهميته السياسية حدثا ثقافيا عالميا كبيرا فالخطاب تضمن إشارات للدور المهم الذي لعبته وتلعبه الثقافة والحضارة الإسلامية والعربية . أما ما أتمناه فيما يتعلق بالشأن الثقافي للعام الجديد فأتمنى لو يتم إقفال بعض الأندية الأدبية غير الفاعلة من أجل الحفاظ على المال العام .