سعادة رئيس تحرير جريدة الرياض المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة بتاريخ الأربعاء 1 ذي الحجة 1430ه - 18 نوفمبر 2009م - العدد 15122 للكاتب القدير الأستاذ عبد العزيز المحمد الذكير تحت عنوان ( الآثار .. هل تخيفنا ؟) والذي تناول فيه بعض المظاهر والقضايا الاجتماعية التي عاملها المجتمع في الماضي بالرفض وعدم الوعي، متطرقا ضمن ذلك إلى الرفض والجدل السابق حول أهمية الآثار مما أدى إلى التفريط فيها والعبث بها وعدم الوعي بقيمتها. ونود أن نتوجه بالشكر والتقدير للكاتب الكريم على الكتابة في موضوع الوعي بالآثار وهو أحد الموضوعات الرئيسية التي أولته الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتماما في برامجها الإعلامية والتوعوية، وفي مشاريعها للتأهيل والتنمية. ونشير في البداية إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تبنت عددا من الخطط والمبادرات لتطوير قطاع الآثار والمتاحف بعد ضمه للهيئة وربطه بالبعد الثقافي والحضاري وتطوير الأوعية التي يقدم فيها والموارد البشرية التي تعمل فيه، وتطوير أداء القطاع في مجالات الحماية والمحافظة، والبحث العلمي، وعرض مواقع التراث الثقافي وإدارتها. وقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريحات صحفية سابقة أن الهيئة تواجه العديد من التحديات للمحافظة على الآثار والتراث العمراني، ولن يتم ذلك إلا بالتعاون الوثيق مع أجهزة المناطق والبلديات والمواطنين لحماية وتطوير معالمنا الأثرية والتراثية، وترسيخ الوعي لدى المواطنين بأهمية المحافظة على هذا الإرث الوطني التاريخي. كما أكد سموه على عناية الهيئة الفائقة واهتمامها بقضية الحفاظ على التراث والآثار باعتبارها تشكل قضية وطنية بما تمثله من أهمية وبعد تاريخي وحضاري وثقافي . وقد أعدت الهيئة استراتيجية لتطوير قطاع الآثار والمتاحف وخطة تنفيذية مدتها خمس سنوات بدأت عام 1429ه تتضمن جميع مشاريع التطوير الخاصة بالآثار والمتاحف، بالإضافة إلى برامجها ومشاريعها الأخرى المتعلقة بالتراث العمراني. وفي مجال اهتمامها برفع الوعي بالآثار ستعمل الهيئة قريبا على إطلاق حملة وطنية للتوعية بأهمية الآثار وبكونها مكسباً للمواطن وملكاً لدولته و ليست مستباحة، والعمل على تغيير الأنماط الفكرية التي تتعلق باستباحة الآثار أو سرقتها. والتأكيد على أن سرقتها أو طمسها والعبث بها يعد جريمة في حق وطنه وتاريخه فهذه الآثار وطنية وأملاك للأمة وليست ملكا فرديا. كما تعمل الهيئة مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ الوعي لدى الطلبة بأهمية الآثار وبكونها مصدر استلهام لتاريخ الأمة والوطن، حيث يعمل برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تتعاون فيه الهيئة مع الوزارة في تعزيز هذه المفاهيم، كما أن هناك تفاهماً مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لتخصيص يوم للتوعية بالآثار وإبراز أهميتها وقيمتها في ربط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته، كما أدرجت الهيئة أنشطة التوعية بأهمية الآثار ضمن برنامجها (السياحة تثري) الموجه للمجتمعات المحلية من خلال تعريف قيادات المجتمع المحلي في ورش عمل البرنامج بأهمية الآثار ودور المجتمعات المحلية في حفظها. وبتوجيهات مباشرة ومتابعة مستمرة من الأمير سلطان بن سلمان تبذل الهيئة ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف جهودا لحماية الآثار من العابثين بها، وتواجه ذلك العبث من خلال مسار الحماية وتطبيق النظام الحالي للآثار فيما يتعلق بالعبث بالآثار بالإضافة إلى الحملات الإعلامية. ختاما نكرر شكرنا وتقديرنا لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالكتابة حول هذا الموضوع، * مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بهيئة الاثار والسياحة