أحتسب عند الله أخي في الله الشيخ هلال توفيق هلال، زميل دراستي الجامعية ورفيق دربي منذ عام 1405ه، الذي وافاه الأجل المحتوم آخر ساعة من عصر يوم الجمعة غرة شهر محرم لعام 1431، ووري جثمانه الثرى عصر الاثنين 4/1./1431ه وقد أحزنني فراقه، ولكن لانقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) وقد خرجت مني هذه الأبيات لتعبر عن هول الفاجعة. جاء القضاء وحلّت فينا أقدارُ وكل يوم لأهل الأرضِ أخبارُ والموتُ آتٍ لكل الخلق قاطبةً كأس المنونِ لهم ورد وإصدارُ لا يعلم المرءُ بالآجال مقبلة يوم الممات له القيوم خبّارُ في يوم موت هلال نابني فزعٌ وجاءني من إله الحق إنذارُ بالأمس كنا وكان الصدق ثالثنا نرضي الإله لأهل الخير أنصارُ واليوم صار رهينَ القبرِ في جدثٍ يعلوه ترب من الغبراء أطمارُ *** في يوم دفن هلال في الثرى زحَفت إلى المقابر أطهار وأبرارُ جاؤوا لتشييع شيخ زانه خلُقٌ يوم المقابر للإنسانِ معيارُ أودعتُه في مغيب اللحد محتسباً في حفرة من قياس الأرض أشبارُ ضجّ المكانُ وأضحى الكلُّ مكتئباً والحزن صار لحب الشيخ مقدارُ نعى هلالاً جميعُ القوم من حضروا والطفلُ والشيخُ والعمال والجارُ لمثل موت هلال تنطفي ُسرُجٌ وتنعمي من بكاء الشيخ أبصارُ *** أبكي هلالاً بلا سُخط ولا جزعٍ أبكيه حزناً ودمع العين مدرارُ من لي بمثل هلال في الورى ذخر مات الصديق فعيشي اليوم أكدارُ عشرون عاماً قضت مع ستة ذهبت أخوّةٌ في جلال الله تختارُ لا يشتكي مهما زاد الحمل من ثقل على المكاره في دنياه صبّارُ جزاه ربي جنان الخلد تكرمة مع النبي له من ربه دارُ والحورُ تلقاه في شوقٍ وفي فرحٍ يطوفُ من حوله الولدانُ أنوارُ *** صبراً ذووه فإن الموتَ منقلبٌ تقضي به بين كل الناس أعمارُ هذي الحياة وإن طالت بنا زمناً لا بد يأتي من الدَّيان إشعارُ أين النبيّ وأين الصَّحبُ قد ذهبوا أين الملوكُ وأين اليوم أعصارُ أفناهم الموتُ عن دنياهمو رحلوا كمثل زرعٍ أتاه الصبح إعصارُ والحمد لله ختماً قد رضينا بما يقضي الإلهُ فربُّ الخلقِ غفارُ ثم الصلاة على المختارِ سيّدنا ما سار للبيت حُجّاج وعمّارُ