الحمد لله على قضائه وقدره.. كم ذقنا من حسرة القلب على وفاتها.. وكم تخبطنا في الظلام لفقد شعاع وجودها.. وكم بكينا وحشة لرحيلها.. وكم أحسسنا بفراغ كبير تركته بعدها.. وكم ذهلت العائلة بخبر موتها.. وكم ترددت بتصديق خبر وفاتها.. ذلك أن فقد الأخيار صعب على النفوس تصديقه.. لأننا لا نتخيل أنفسنا بعدهم.. ولا يطيب لنا العيش بعدهم كما بوجودهم.. صدمت قلوبنا بوفاتك يا قنديل العائلة «أم عساف».. صدمت نفوسنا بموت شخصية نحن لا طعم ولا لون ولا رائحة لنا بدونها.. سأبكيها حتى تجف الدموع.. ولمَ لا نبكيها، وقد عرفناها: صالحة ومصلحة، مصلية وصائمة، مطيعة لزوجها وحافظة، حسنة الأخلاق، تحب الصلة والوفاق.. وتكره الخصومة والشقاق. بربكم، ألا يبكى على مثل هذه.. حق على كل عين عرفتها ان تبكيها.. وحق على كل قلب وعاها ان يحزن عليها. نحزن ويشتد حزناً ولكنه يهون عندما نتذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من حيث أبوابها شئت). حزنا وسنحزن وسيشتد حزننا.. ولم لا نحزن وقد فقدناها: أماً للصغير.. وأختاً للكبير.. وكفى بهذه.. ولمَ لا نحزن عليها ونبكيها ولم نرَ منها شراً قط. لقد عاشت جل حياتها تصارع المرض صابرة محتسبة ترجو ثواب ربها حتى لبت نداءه بعد عصر يوم الخميس 25/6/1430ه. ونرجو ان تدخل فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (من مات يوم الجمعة أو عشيتها أمن الفتان) فهي قد ماتت بعد عصر الخميس أي في بداية عشية الجمعة. اللهم اغفر لها وارحمها ووسع مدخلها وثبتها بالقول الثابت واسكنها الجنة وحرمها على النار.. اللهم اخلف على زوجها وابنائها وبناتها بخير.. اللهم ارزقهم الصبر والسلوان واجمعهم بها في جناتك جنات الخلود ياذا الجلال والاكرام.. آمين..