لم يتوقع الكاتب السعودي حسن حمادة أن محرك البحث العالمي "جوجل" يقدم له إحدى مقالاته التي كتبها ونشرها منذ شهور عدة مسروقة من قبل كاتب شهير (تحتفظ "الرياض" باسمه) نشر مقالة حمادة باسمه في إحدى المجلات الشهيرة من دون أن يشير ولو في جزء منها للكاتب الأصلي، بل نشرت وكأنها له. وقال الكاتب حسن حمادة ل"الرياض": "حدثني رئيس تحرير المجلة واعتذر مني على نشر المقالة إذ لم يكن يعرف أنها مسروقة"، مشيرا إلى أنه سيتخذ إجراءات بحق الكاتب في المجلة، وأضاف "قال لي إنه سينشر في العدد القادم مقالة لي أدافع فيها عن مقالي المسروق والمنشور في مجلته"، مشددا علي بأن المجلة تتشدد في جانب المصداقية.ولا تعتبر قضية حمادة الوحيدة في الوطن العربي، إذ إن محركات البحث الإلكترونية تعج بمثل تلك "الفضائح" التي يمارسها كتاب محترفون، ويذهب ضحية لها كتاب ومفكرون وشعراء وحتى روائيون كل ذنبهم أنهم نشروا كتاباتهم على الشبكة العنكبوتية. وشدد حمادة على أن المشكلة تكمن في تكرار سرقة نفس المقالة، إذ قال: "إن ذلك يسبب لي وجعًا دائماً؛ فالمقالة التي تضمنت أفكاري سرقت ونشرت باسم أشخاص آخرين، وربما اعتمدها باحثون كمصادر لكتاباتهم حاليًا، ومن يقع على كتاباتي مستقبلاً قد يحسبني أنا السارق لا هم! لذا قد أضطر في كتبي القادمة لوضع عبارة تشير إلى أن بعض أفكار المؤلف سرقت ونشرت بأسماء آخرين". وانتقد عدم تفعيل اتفاقيات رسمية عن حقوق الملكية الفكرية، وقال: "على مستوى الوطن العربي لا توجد حقوق ملكية فكرية محترمة، فمن سيلاحق السارق إن كان من بلد عربي آخر غير بلدك؟ ربما تتعاطف معك الصحيفة أو المجلة، وتمتنع عن نشر جديد السارق، ولكن، من سيحاسبه، لا يوجد من يحاسب، وجميعنا يعلم بأن من أمن العقاب أساء الأدب، فمن يمنع في مجلة سيسرق لينشر في مجلة أخرى، أو في بلد عربي آخر". وأضاف "لم يعد خافيًا على المتابعين للشأن الثقافي تنامي حالات السرقات الأدبية، التي يكتشفونها سراعًا، في ظل ثورة المعلومات وتقنيات العولمة، إضافة لعدم وجود أنظمة واضحة أو مُفعَّلة في وطننا العربي؛ لمعاقبة المعتدين على حقوق الملكية الفكرية للكتّاب والمؤلفين". وتابع "لا غرو أن المعلومة التي يطلبها القارئ الآن، أصبحت تأتي إليه قبل أن يرتد إليه طرفه! وهذا التعبير ليس من باب المبالغة في القول، ومن يستخدم محركات البحث على الشبكة العنكبوتية يعي هذه الحقيقة، فبمجرد أن يضع الباحث الحروف الأولى من الكلمة التي يبحث عنها، وإذا بالسيد Google يضعها بين يديه"، مشيرا إلى أن الجميل في ذلك يكمن في أن محركات البحث سهَّلت لمن يتطفل على الكتابة سرعة إنجاز ما يرغب في كتابته (أقصد: سرقته)؛ إن كان ممن يعمل بمنهجية (القص واللصق)، وفي نفس الوقت، سهَّلت افتضاح أمر السارق، وفي وقت قياسي أيضًا".