أكد خبير بيئي أن معدلات التلوث المتزايدة في بحر جدة، باتت تهدد مرتاديه بالتسمم والأمراض السرطانية، نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، وتخفيض منسوب المياه الجوفية المحتوية مواد سامة. وقال الدكتور علي عشقي أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في تصريح ل"الرياض" أن مدينة جدة بعد أن غرقت بمياه الصرف الصحي وطفحت مجاريها رأت أمانتها أن انسب حل لهذه المشكلة هو تصريف هذه المياه في البحر ما زاد معدلات التلوث في البحر وتسبب في مخاطر بيئية وصحية على سكان المدينة وزوار بحرها. وأضاف:" تصريف مياه الصرف الصحي في البحر كان إما على شكل مياه مجارٍ غير معالجة كما في منطقة الخمرة حيث يصب في تلك المنطقة نحو 400 ألف متر مكعب في اليوم, أو عن طريق تخفيض منسوب المياه الجوفية وهناك حوالي 400 مصب لهذا الغرض وهي مياه ملوثة وقاتلة وتمثل عقبة أيضاً أمام التطور السياحي والصناعي في المدينة". ودلل عشقي على خطر التلوث على مرتادي البحر بقصة الفتاة التي غرقت في شاطئ النورس خلال الأشهر الأخيرة, محملاً أمانة جدة المسؤولية في هذه القضية بالنظر إلى أن التلوث الحاصل في تلك المنطقة أنتج غذاء متكاملاً للطحالب الخضراء التي تعد علامة بارزة على زيادة معدلات التلوث في أي منطقة. وتابع:" نمت الطحالب بكثرة في تلك المنطقة وتسببت في انزلاق تلك الفتاة في المجرى الذي أقامته الأمانة هناك للصرف الصحي, وسقطت على رأسها في تلك المنقطة التي تحوي شعب مرجانية ما احدث لديها حالة إغماء وغرقت في البحر". ولفت عشقي إلى أن من مخاطر التلوث صحياً على سكان المدينة هو الطحالب الدقيقة التي تسمى "المد الأحمر" وهو إفراز من إفرازات التلوث بمياه الصرف الصحي، يزيد من كمية المغذيات وهي النيتروجين والفوسفات، ما يعطي فرصة لنمو الطحالب الدقيقة بمكيات كبيرة قد تصل مائة ألف خلية سامة في المليمتر الواحد, وهذا النوع من الطحالب يعد ساماً جداً ويفرز مواد سامة، مبيناً أن ظاهرة المد الأحمر كانت تحدث في السابق كل ثلاثة أعوام إلا أنها خلال الفترة الحالية تحدث بشكل يومي في بحر جدة. وزاد:" هذه الخلايا تفرز مواد سامة وقاتلة، وثبت علمياً أن البخار الناتج عن هذه الطحالب يؤثر على المشاة بجانب الكورنيش ويسبب لهم حساسية وأزمات تنفسية .. المد الأحمر أو الطحالب الدقيقة والتلوث بالعناصر الثقيلة السامة ومنها الكوبت والنيزك والزئبق, في بحر جدة تجد جميع أنواع التلوث". وذكر عشقي أن تخفيض منسوب المياه الجوفية يجعل المياه المتجهة للبحر تحوي كميات كبيرة من البستفسايد وهي المواد المستخدمة في مكافحة الحشرات والمبيدات الحشرية، وهي مواد تعد مسبباً رئيسياً للسرطان بالنظر إلى أنها تترسب في أنسجة الأسماك، ومع اتخاذ الكثيرين الأسماك غذاء لهم بصفة مستمرة تترسب هذه المواد السامة في أجساد الأشخاص ليفاجئوا بعد فترة بإصابتهم بأحد الأمراض الخبيثة حمانا الله وجميع المسلمين. وقال استاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أن مشكلة تلوث مياه البحر مشكلة خطيرة وقائمة, غير أن أمانة جدة رغم معرفتها بهذه المشاكل إلا أنها لم تعجل بحلها، مضيفاً:" سبق لنا عرض هذه المشاكل أمام الأمانة في المجلس البلدي، وأكدت لهم أنه يجب إظهار هذه المشكلة للسطح ومناقشتها وإيجاد حلول جذرية ضررية لها". مياه المجاري تشكل أكبر ملوث وزاد:" كل يوم تزداد أعداد سكان جدة ويزداد استهلاكهم للمياه, وبالتالي زيادة تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، ومعها تزداد معدلات التلوث في بحر جدة.. أمين جدة رجل جاد ولديه استعداد لحل مثل هذه المشاكل، غير أن المشكلة في البطانة السيئة حوله, التي تصّور له أن مدينة جدة مدينة نظيفة وخالية من العيوب.. المشكلة خطيرة وقائمة وهناك أناس منتفعين من استمرارها.. نحن ندور في حلقة مفرغة منذ 20 سنة، ولم يتغير الوضع بل ازداد سوءاً".