يا حليلها ، هذه الأماكن اللي مرّت علينا .. ما شفناها لا في السينما .. ولا في التليفزيون .! والأسماء مرّت علينا طبعا .. لكن (الأسامي هيّ هيّ .. والقلوب اتغيرت) ، والنية (أتعروجت) يا صاحبي .! كنت أظن الريح جابت عطرك يسلّم علي ، كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي ، كنت أظن وخاب ظني ما بقى بالعمر شي .. واحتريتك * * * كان يعرفه خشب الباب .. وتعرفه (الطيق القلاّب) ، حتى لو تنكّر لعينيه لون (البوية).! مبروووك .. دهنتوا بيتكم ؟! يا غافل لك الله .! " طرقت الباب حتى كلّ متني " كمّ الثوب الأبيض صار بني .. فيها إيه لو كتبتوا : ( احترس من البوية ) ؟! بسيطة .. يعني هيّ جات على الثوب يا أيوب؟! * * * الوجوه هيّ الوجوه .. لكنها ، مرّت .. ولا حتى تلتفت .. مرّت وعن عيني اختفت .! ما كنّها في يوم ضحكت لي .! يا رعى الله هذا المكان .. كانت الضحكة فيه ( سكوب ) وبالألوان ، حتى قبل أن يكتشف ( الديجتل .! الله يرحمك يا طلال * * * كانت تسكن هذا ( القوز ) عجوز .. وكانوا يرسلونني لأشتري منها (البيض البرّي)، قالت لي مرّة ، وقد رأتني أضحك ( بلا سبب ) : " كبّك من الضحك وجوّد البيض يا وليدي "! لم أفطن لنصيحتها الا بعد أن تكسر .. جانا السيل ، وشال الأعتاب ، وغير ألوان الشبابيك والأبواب ..و.. صرت خايف لا تجيني لحظة يذبل فيها صوتي .. وكل أوراقي تموت .! رحمة الله على العجوز .. تزوجها جارنا ( السقّا ) .. عاش معها ربوع وخميس وجمعة .. وورث عنها دجاجا وبيضا كثيرا ( بصفارين ).! شفتوا ؟ يعني ما أحد يموت إلا بعد ما يأخذ نصيبه من الترقيات والتنزيلات .. والرفع والخفض ، والفصل والوصل .. بل حتى نصيبه من الدجاج والبيض البرّي كاملا غير منقوص . * * * " ضيْ القناديل .. والشارع الطويل " ، ذكرني ببيتنا ، وبيوت أخرى كانت قد هدمتها البلدية ( للمصلحة العامة ) .. ووضعت المخططات في وجه السيل أيضا للمصلحة العامة .. وشكرت نفسها بالأصالة عن نفسها ، وبالنيابة عن عموم ( العامة ) .! زعلانة علينا البلدية علشان بنقول : " يا مطره حطّي حطّي ".! من يوم كنا صغار ، ونحنا نحبها ، نحب المطر .. والمحبة بليّة ، يابلدية والي حصل مو ذنبنا ولا ذنبها ، ذنب الضمير المنفصل .! * * * مرة ثانية علشان خاطر عيون البلدية : " يا مطره حطّي حطّي " ..!