أرجع القارئ (محمد عبدالله محمد) سبب التجاوز على الآخرين لثقافة " خلّك ذيب وأنا أبوك " ورد هذا ضمن تعليقه على مقال " شرارة الفساد الأولى " المنشور بتاريخ 9 ديسمبر 2009م ، وتمعّنت في ردّه فبحثتُ عن صفات الذئب الذي يتمنى كل أب أن يتصف ابنهُ بصفاته فوجدت طبائع عجيبة مثل أن الذئب كما يُقال ينام بعين واحدة ويبقي الأخرى مفتوحة إمعاناً في الحذر من المُخاتلين وفي زماننا هذا رغم توفر الأمان إلاّ أن المُخاتلين في ازدياد..! يُعرف عن الذئب كثرة الحركة والتنقل وكذا المراوغة في هرولته (الذيب ما يهرول عبث) لهذا كأني أرى كل أب يتمنى من ابنه الحركة وعدم الكسل وكذا يطلبُ منهُ ألا يركض لغير هدف يسعى لتحقيقه وفي الحركة بركة كما في الموروث المحليّ،العجيب أن من طبائع الذئاب الاعتناء بأحدهم إذا شاخ وكبر فتقوم الذئاب الشابة بخدمة الذئب في شيخوخته فلا يتركونه يُصارع آخر أيامه وحيداً وهذا في الحقيقة طبع يندر وجوده عند (بعض) البشر في زماننا الحالي فكم سمعنا من حكايات تتفطر لها الأكباد في العقوق تجاه الوالدين حتى وإن خففنا مُصابنا أن الدنيا لا زالت بخير فلا مناص من الاعتراف بوجود عقوق تقشعر منهُ الأبدان لدرجة وصل الأمر إلى التخلص من أحد الوالدين بايداعهم دور رعاية المسنين ونسيانهم هناك للابد ولمن يقرأ أخبار الحوادث في الصحف يعرف ما أعني. خلّك ذيب نقولها لأولادنا ولا ندري بأننا نؤصل في وجداناتهم شريعة الغاب لا القانون فكل من يفترس حقوق الآخرين هو ذئب يعتقد بأن الحُرية لهُ وحدهُ يمارسها حتى ولو تقاطعتْ أو تعدّت على حقوق الآخرين هذا غير أن الذئب يعتاش على مفهوم الغزو فهو يهجم على قطيع الغنم ويختار أجودها وفي هذا سرقة ونهب ولصوصيّة ، فالحيوانات الأخرى في الغابة تفتك ببعضها البعض أو يفترس القوي منها الضعيف إنما الحيوانات هُناك حقّ مُشاع أي بالمفهوم المحليّ (همل) لا مالك لها لكن الذئب في الغالب ينهب غنماً مملوكة لأصحابها لهذا لا يُهاجم القطيع حين يشم رائحة بارود الراعي..!!