تشهد الجهة الغربية من الساحل الجزائري أعمال بحث واسعة للعثور على 16 شابا جزائريا حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط لكنهم تاهوا في عرض البحر واستنجدوا بذويهم عبر هواتهم النقالة طلبا للمساعدة. ولم تجد عائلات المفقودين ال 16 سوى المسارعة للاتصال بالمركز الجهوي للبحث والإنقاذ التابع للقوات البحرية الذي جند منذ السبت الماضي وما يزال كل الوسائل اللازمة بما فيها الجوية مثل المروحيات من أجل العثور على المفقودين التائهين حسب شهادات ذويهم في عرض البحر بين مدينتي "وهران" وبني صاف (ولاية عين تموشنت) غرب الجزائر. وذكر مصدر بالمركز الجهوي للبحث والإنقاذ التابع للقوات البحرية أن حراس السواحل وهم يبحثون عن المفقودين ال 16 الذين تجهل أعمارهم وهويتهم وهوية صاحب المركبة التي تقلهم أحبطوا محاولة أخرى للهجرة السرية بعدما اكتشفوا مجموعة من الأشخاص كانوا يستعدون للانطلاق من شاطئ "رأس فلكون" بولاية وهران (450 كلم إلى الغرب) لاذ جميعهم بالفرار فيما تم حجز القارب ومحرك بقوة 40 حصانا وفتح تحقيق لتحديد هويتهم وصاحب المركبة. وعلم لدى المجموعة الإقليمية لحراس السواحل أن أعوان هذه الأخيرة اعترضت أمس 11 مترشحا للهجرة السرية عند سواحل مستغانم (355 كلم إلى الغرب) حيث انطلقت هذه المجموعة التي ينحدر عناصرها من نفس المنطقة على متن قارب من شاطئ "أوريعة" (على بعد 10 كلم غرب عاصمة الولاية). وتواجه الجزائر مشكلة كبيرة في مواجهة التنامي المتزايد لظاهرة الهجرة السرية باتجاه شواطئ المدن الجنوبية لضفة المتوسط من القارة الأوربية ولم تفلح الآليات والتدابير التي تضعها الحكومة الجزائرية لصالح الشباب من حاملي الشهادات أو المتخرجين من مراكز التكوين المهني المتعلقة بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وما يرافقها من تسهيلات للحصول على القروض البنكية، لم تفلح في التقليص من هذا النزيف الذي بات واحدا من المشكلات التي تغذي النقاش والجدل السياسيين في الجزائر.