قليل من الصور تكفي احيانا لتعطينا مشهدا مكثفا بالصدق والتأثير فكيف بأمواج من البشر محملة بالتعابير الانسانية الرقيقة والتلاقي الجميل ؟ هل ترى الجموع إذن وهي تلاقيك باسمة فرحة بعودتك سالما معافى بعد رحلة علاج طالت ولكنك تعود لقلوب الناس واشتياقهم . تعود للوطن وهو حقيقة يبدو وكأنه هو الذي يأتي اليك ..محملا بالود والدعاء والترحيب والتمنيات . وهل ترى الكلمات وهي تتعملق بانشودة حب متتالية لسلطان الخير ..فرحة ومسترسلة بعفوية بالغة كنهر لا ينضب ؟ وجه أخيك الملك عبدلله وابتسامة ترحيب دافئة وحنان لا يغيب , ووراءه بقية الاخوان ومسيرات مواطنين لا تتوقف كدنا نتساءل معها ..كيف يستطيع أي انسان تحمل كل هذا الشوق والوقوف ومواصلة الحفاوة ؟ لابد ان المناسبة اكبر من الزحام والارهاق والوقت الطويل . لابد انه احتفاء خاص ومميز تطوقه محبة وانتظار . ولكنك انت ايضا تشتاق لهم , تسبقك ابتسامة الترحيب الشاسعة رغم التعب , وتظهر تفاعلا بشوشا ودودا , كعادتك دوما مع الاخرين , يستمطر مزيدا من المحبة النبيلة . تبادلهم نفس المشاعر لاشك والشوق نفسه للوطن والناس والعمل والعطاء. كل المشاعر تلألأت ذلك المساء ومنحت الرائي صورا فريدة عن تلاقي الانتماء بالمحبة وحضور الفرح الجماعي . في البيوت والمدارس والمدن والقلوب وساحات المطار الممتدة وهي تعجز عن استيعاب كل الجموع ثم تستوعب قليلا قليلا وتتسع , بقدر تلك المحبة , فنرى الشعور بالفرح يمارس حضورا آخاذا ويتوالى التنقل . ليتك تدلف إلى افكارنا كما تدفقت المشاعر باتجاهك ..هؤلاء الرجال والنساء والاطفال والمرضى والمحتاجون وغيرهم أكثر مما نحصيه ..كلهم كانوا يشاركون في رسم مشهد استقبال مؤثر حتى اولئك المتابعون للحدث عن بعد ..يشدهم المنظر وكأنهم بداخله ...هناك مع الجموع تجذبهم فيه ملامح الصدق والفرح يتناثر كعدوى شعور جميل ويتناقل بأغانيه . تستعيد الان صدى المحبة والوفاء , وتلون تلك الوجوه بحضورك . وتبقى احاسيس الناس تتبع خطواتك ربما لزمن افتقدوك فيه . ثم جاءت صور زيارتك للجنود المنومين في المستشفى ودهشتنا تختبئ خجلا من كل هذا التلاحم , الاحساس بالمسؤولية الوطنية يدعوك اليهم , تقبل جبينهم وتدعو وتدعو , وتبارك لهم في صوت واحد . وتنهمر دموعنا . لقد عدت للتو بعد رحلة تعب وعلاج ومع ذلك تبدأ برنامج عمل فوريا متواصلا من أجل الوطن وابناء الوطن . لا لم تغب عنا ولا عن افكار مواطنيك . حمدا لله على سلامتك , ترددها النفوس. وبعدُ فإن الكلمات مازالت قليلة نسبة إلى مشاعرنا وتفاعل الوطن كله فحمدا لله على عودتك سالما والله يحفظك ودمت بخير دوما ءن شاء الله .