فازت شركات صينية وروسية وأوروبية في الأسبوع الماضي بعقود ضخمة لتطوير حقول النفط العراقية المهملة التي دمرتها سنوات الحرب والعقوبات على العراق في العقدين الماضيين. لكن الشركات الأمريكية لم تحصل على ما كانت تتوقعه في هذا السوق الضخم في أول مزاد علني ضخم للفوز بعقود إعادة تأهيل الحقول النفطية العراقية. وذكرت تقارير اقتصادية أمريكية أن الشركات التي فازت ب 10 عقود كبيرة في مزادات عقدت في نهاية الأسبوع المنصرم وفي يونيو الماضي يتوقع لها أن تحقق أرباحا طائلة، ولكنها تواجه الكثير من المخاطر أيضا. وقال بعض الخبراء الاقتصاديين في الولاياتالمتحدة إنه رغم أن العراق يحتوي على ثالث أكبر احتياطي بترولي في العالم، فإن البلاد لا زالت معرضة للأخطار الأمنية وانعدام الاستقرار، فضلا عن استشراء ظاهرة الفساد فيها. ومن بين الشركات الأمريكية السبع التي سجلت للمشاركة في المزادات الأخيرة، لم تبرز سوى شركة واحدة كشريك رئيسي في تحالف شركاتي فاز بأحد العقود ال 10 الكبيرة. وفازت شركة أمريكية أخرى بحصة ثانوية في عقد آخر. ولكن شركة البترول الصينية المملوكة من قبل الدولة فازت بحصتين رئيسيتين في عقدين كبيرين، فيما برزت شركات روسية كشريكات رئيسية في عقدين كبيرين آخرين. ولكن الشركات الأوروبية هي التي سجلت أبرز حضور في الفوز بهذه العقود. فقد فازت كل من شركات رويال دتش شيل وشركة إني الإيطالية وبريتيش بترولويوم والشركة النرويجية ستات أويل بعقود رئيسية. وكذلك فإن شركات آسيوية من ماليزيا وحتى في دول أفريقية، مثل أنغولا، فازت بحصص كبيرة في عقود رئيسية. وقال المحللون إن النتيجة كانت مفاجئة على ضوء أن الشركات الأمريكية النفطية الكبرى كانت تطمح منذ سنوات طويلة للفوز بعقود إعادة تأهيل واستغلال حقول النفط العراقية الرئيسية. وقال هؤلاء المحللون إن من المفارقة أن الشركات الأمريكية لا يبدو أنها في وضع يمكنها من تحقيق الأرباح الكبيرة من حقول بترولية في بلد اعتقد كثيرون أن الولاياتالمتحدة شنت حربا مدمرة عليها كلفتها الكثير للفوز بثروتها النفطية.