فاصلة : (( لا أحد يشفي مريضاً يعتقد أنه يتمتع بالصحة )) حكمة سويسرية- استكمالاً لما ذكرته يوم الاثنين الماضي فإن الذين شهدوا كارثة جدة أو تأثروا بالمناظر البشعة ليسوا جميعا سيصابون باضطرابات ما بعد الصدمة لأن الإصابة تعتمد على شدة الصدمة ومدتها وتكرارها، كما أن نضج الشخص المصاب وعمره الزمني والخبرة السابقة للشخص المصاب. وأيضا تفسير الحدث من وجهة نظره وثقافته ومعتقداته والتكوين النفسي له، كل ذلك يلعب دورا مهما في توقع إصابة الإنسان باضطرابات ما بعد الصدمة خاصة إذا ظهرت لديه أعراض معينة سواء بعد معاشرته للحادث أو بعد اشهر لذلك فالمصابون سيحتاجون إلى علاج نفسي ولن يشفيهم من الألم تطمين الأهل أو مساندة الأصدقاء. كل ما يمكن عمله مبدئيا هو معرفة معايير استخدمها المعالجون النفسيون لتشخيص اضطرابات ما بعد الصدمة.. ربما ذكرها هنا يفيد أهالي المصدومين. أولاً: أن يكون الشخص متوتراً بسبب معايشته للحدث الذي هدد حياته أو مشاهدته للمتوفين اثر اصطدام السيارات أو إصابة أحد أفراد أسرته أو أحد المقربين منه في جدة . ثانياً: يجب أن تتضمن ردود أفعاله (الخوف الشديد، الإحساس بالعجز، الرعب) ثالثاً: يجب أن تكون مناظر جدة حاضرة في ذهنه بشكل دائم فيتخيلها، ويصاب بالأحلام المزعجة، أو الكوابيس المتعلقة بها. رابعاً: أن يتجنب المثيرات المرتبطة بالحدث، ويحاول بجهد تجنب الأفكار أو المشاعر أو الأحاديث المتعلق بكارثة جدة أو الأماكن أو الناس الذين يستثيرون لديه ذلك، ويلجأ للعزلة. خامساً: أن يعاني من صعوبة النوم، والغضب، وصعوبات في التركيز. سادساً: يجب أن تستمر تلك الأعراض السابقة لمدة لا تقل عن شهر. سابعاً: يجب أن يسبب الاضطراب توتراً أو خللاً في شخصية الإنسان ذي دلالات إكلينيكية (مثلاً: خلل في علاقاته ووظائفه الاجتماعية أو المهنية). هذه الأعراض يجب ألا تجعلنا نتردد في عرض المصاب بها على معالج نفسي يعالج المصاب باستخدام تقنيات العلاج السلوكي المعرفي. أما الأطفال فهم الأكثر تضررا من هذه الحوادث لأن البعض يخفي عن الأطفال حوادث الموت ظنا منهم أنهم يحمونهم بينما هم يتركونهم عرضة للتوتر وعدم الإدراك.