برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري يوم أمس فعاليات ورشة عمل بعنوان "المنشآت تحت الأرض في الظروف المناخية الحارة" والاجتماع الإقليمي للاتحاد الدولي للطرق التي تنظمها وزارة النقل بالتعاون مع الاتحاد الدولي للأنفاق وبرعاية (الرياض) إعلامياً، وتستمر يومين وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الانتركونتيننتال بالرياض، وفي بداية الحفل ألقى المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل وكيل وزارة النقل للطرق رئيس اللجنة المنظمة كلمة اوضح من خلالها أنه تم تنظيم فعالية هذه المناسبة بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للانفاق والاتحاد الدولي للطرق بواشنطن، وتم استقطاب المختصين من داخل وخارج المملكة للمشاركة في فعاليتها بهدف تبادل المعلومات والخبرات العلمية والتقنية في مجال الطرق والرصفيات وأنظمة النقل والمنشآت تحت الارض في الظروف المناخية الحارة والتي تسود المملكة العربية السعودية وأغلب دول الشرق الاوسط وبعض دول العالم وكيفية التعامل مع هذه الظروف بهدف رفع مستوى السلامة أثناء التشغيل والاستخدام. وبين المهندس المقبل في كلمته أن المملكة ممثلة في وزارة النقل انضمت كعضو رئيسي في الاتحاد الدولي للانفاق في عام 1415ه، وهي منظمة دولية غير حكومية أقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة، ويظم الاتحاد حالياً (55) من الدول الاعضاء (280) عضواً منتسباً. وتتمثل أهداف الاتحاد في تشجيع استخدام المنشآت تحت الارض، وتعزيز التقدم في مجالات تخطيط وتصميم وتنفيذ وصيانة وتشغيل هذه المنشآت عن طريق جمع ومقارنة المعلومات وكذلك دراسة المشكلات المتصلة بها. كما انضمت المملكة ممثلة في وزارة النقل للاتحاد الدولي للطرق منذ عام 1395ه وللاتحاد مكتبين رئيسيين في واشنطن وجنيف وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية هدفها تشجيع وتعزيز التنمية المتعلقة بشبكات الطرق والنقل ووضع الحلول التقنية والاساليب الإدارية المتعلقة بها ويضم الاتحاد الدولي للطرق في عضويته معظم دول العالم. وزير النقل يفتتح المعرض المصاحب واضاف المهندس المقبل إنه نظراً لأهمية المنشآت تحت الأرض ودورها ضمن منظومة البنى التحتية والاستفادة من المساحات تحت الأرض ومن ذلك شبكات النقل والمواصلات خصوصاً في المناطق الجبلية العالية الوعرة والتي تتمثل في تضاريس المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية من المملكة. فقد قامت الوزارة بتنفيذ العديد من الأنفاق والممرات الجبلية بلغت حوالي (105) أنفاق في عدد من الطرق والعقبات الجبلية، كما قامت الوزارة بتشييد عدد من الممرات السفلية داخل المدن يزيد عددها عن (100) ممراً سفلياً في الطرق التي نفذتها. كما قامت الوزارة بتنفيذ شبكة من الطرق بلغ إجمالي أطوالها حتى الآن أكثر من (53) ألف كيلو متر بهدف تسهيل حركة المرور للمركبات وسالكي تلك الطرق ورفع عامل السلامة فيها، ويجري حالياً تنفيذ وتحسين وأزدواج مايزيد عن (26) ألف كلم من الطرق. المهندس آل شيخ والمهندس المقبل خلال الجلسات واشار المقبل إلى أن ورشة العمل هذه هي الورشة الثانية في هذا المجال حيث سبقتها ورشة عمل سابقة بعنوان (السلامة في الانفاق والمنشآت تحت الارض) عام 1427ه أقيمت في هذا المكان وهما الوحيدتان في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، وتتعلق هذه الورشة بمجال المنشآت تحت الأرض في الظروف المناخية الحارة والتي تسود هذه المنطقة وخصوصاً دول الخليج العربي، وتعتبر أمتداداً لجهود كبيرة تمت في مناطق مختلفة في العالم قام بها الاتحاد الدولي للأنفاق، كما يعتبر المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للطرق امتداداً للمؤتمرات السابقة وسيتم من خلاله اطلاع المختصين في مجال الطرق والجسور والسلامة المرورية على الخبرات العالمية في هذا لمجال، والتعرف على أسس التصميم والتنفيذ الحديثة في التشغيل والصيانة لتلك المنشآت. بعدها ألقيت كلمة لرئيس الاتحاد الدولي للأنفاق مارتن نايتس ثم كلمة لمدير عام الاتحاد الدولي للطرق في واشنطن باتريك سانكي، تقدم فيها بالشكر وعظيم الوفاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تفضله حفظه الله برعايته الكريمه لورشة العمل هذه والاجتماع الإقليمي، وقال الوزير الصريصري ما هذه الرعاية الا امتداد للدعم المتواصل وبمختلف الوسائل لهذا القطاع الهام كغيره من القطاعات الحكومية وغير الحكومية. ورحب وزير النقل بالحضور وبرئيس الإتحاد الدولي للأنفاق ومدير عام إتحاد الطرق الدولي في واشنطن للمشاركة في ورشة العمل والإجتماع الإقليمي لاتحاد الطرق الدولي وأكد الصريصري أن الطروحات التي سوف تقدم خلال هذه الفترة ومايترتب عليها من مداولات ومناقشات سوف تكون بكل تأكيد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات العلمية والتقنية في مجال مواضيع الورشة والإجتماع الإقليمي والإطلاع على الخبرات العالمية والمحلية. وأوضح وزير النقل أن الحكومة وبتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله أولت قطاع النقل أهمية كبيرة بإعتباره أحد أهم مقومات التنمية بكافة صورها، وهذا هو المبدأ الذي أخذت به المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود. وكانت النتيجة ولله الحمد شبكة من الطرق الحديثة وفق أرقى المستويات وأحدث المواصفات العالمية. وقال الصريصري إن الطبيعة الطبوغرافية المتفاوتة حيث السهول الساحلية والكثبان الرملية المتحركة والمناطق الجبلية الوعرة والأودية العميقة والظروف المناخية القارية جعلت وزارة النقل امام تحد كبير واجهته بتنويع خبراتها وتعدد مدارسها الهندسية والإستفادة من الخبرات الدولية المتنوعة، لذلك أصبحت الوزارة ولله الحمد بيت خبرة تتوفر فيها الإمكانات التقنية والأجهزة الفنية والموارد البشرية الوطنية المدربة، بكل هذا وبما أتاحته الدولة من موارد مالية كبيرة تمكنت الوزارة من إنشاء شبكة من الطرق تم تصميمها وتنفيذها وفق المعايير الدولية الحديثة. عقبها وزير النقل المعرض المصاحب الذي شاركت فية العديد من الشركات والمؤسسات والاتحادات ذات العلاقة بأعمال الورشة وتجول في أرجائه واستمع لشرح مفصل عن محتوياته. ثم بدأت الجلسات العلمية للورشة واجتماع الاتحاد الدولي للطرق.