يتجه عدد من العقاريين في المنطقة الشرقية بالتوقف عن البيع أو الشراء خلال الفترة المقبلة حتى تتضح الصورة الحقيقية لتأثيرات أزمة دبي على السوق العقاري في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص بحكم قربها من دبي وأن أغلب المساهمين العقاريين فيها من المنطقة الشرقية, بينما وصف خبراء عقاريون هذه السياسة بالسلبية حيث تؤدي على تأخر الاستثمار في المنطقة بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على المواطن بسبب ارتفاع أسعار الأراضي والوحدات السكنية. وجاء قرار العقاريين بهدف الحفاظ على السيولة في السوق العقاري بالمنطقة وعدم وجود فرصة للآخرين بتخفيض السعر عن طريق التأثير المباشر أو غير المباشر, موضحين في الوقت نفسه أن المنطقة الشرقية لم تتعثر عقاراتها في الوقت الراهن بسبب أزمة تعثر سداد ديون دبي. واقترح عقاريون بتشكيل لجنة من المستثمرين العقاريين في المنطقة الشرقية لحل المعوقات التي تسببت في تعثر أكثر من 30 مليار ريال كاستثمارات سعودية مشتركة مع الجهات المسؤولة في حكومة دبي, مؤكدين في الوقت نفسه بأنه بالرغم من أن هناك بعداً استراتيجياً لحكومة دبي مع المنطقة الشرقية بالإضافة إلى سهولة تنقل رؤوس الأموال في الفترة الماضية إلى دبي والمناخ الاستثماري الجيد سابقا كل هذه العوامل ساعدت على نقل رؤوس الأموال السعودية. هدوء وترقب في سوق العقار بالشرقية وأضافوا أن السوق العقاري بالشرقية نواة حقيقية للمستثمر المحلي والأجنبي حيث طرحت المنطقة خلال الفترة الماضية أكثر من 13 مخططا عقاريا متنوعاً في المجال الصناعي والتجاري والسكني والاستثماري وكانت الشركات الأجنبية على قائمة المستثمرين في السوق, مشيرين إلى أن المنطقة الشرقية تعتبر الأولى على مستوى المملكة خلال عام 2009م من حيث طرح المزادات العقارية المتنوعة. وقالوا على أن الأزمة المالية العالمية كان لها تأثير على القطاعات في المملكة إلا أن القطاع العقاري لم يتأثر بشكل كبير بسبب السياسة المتبعة في الوسط العقاري إلا أن الكثير من العقاريين في المملكة توقع أن يكون لأزمة ديون دبي تأثير على القطاع حيث أن حجم استثمارات السعوديين في الإمارات العربية المتحدة تتجاوز 30 مليار ريال. وقال المهندس حسن مسفر الزهراني إن القطاع العقاري في المملكة يعمل بشكل مترابط فإذا حدث هناك تأثير في المنطقة الشرقية فالسبب أزمة تعثر ديون دبي فلا شك أن هذه الأزمة سوف تعم على جميع مناطق المملكة, موضحا أن العقاريين متفائلون ومتوقعون أن يتحسن مستوى القطاع العقاري في المملكة خلال العام المقبل 2010م. وأضاف المهندس الزهراني أن القطاع العقاري ينقصه الكثير من الأنظمة التي يجب أن تطبق خلال الفترات المقبلة مثل الرهن العقاري ووجود هيئة عقارية وغيرها بهدف حل المعوقات والمشكلات التي تواجه القطاع والحفاظ على مكانته الاقتصادية, موضحا أن العقار بالمنطقة الشرقية سوف يسير على نفس المستوى الماضي ولن يتأثر بسبب أزمة دبي إلا إذا اختلقت هذه المشكلة بهدف مصالح بحتة. من جانبه قال الدكتور عبدالله المغلوث خبير عقاري أن حجم التداول العقاري في المنطقة لن يتأثر بسبب أزمة ديون دبي بالرغم من المعوقات التي واجهت المستثمرين السعوديين , مطالبا في الوقت نفسه بتشكيل لجنة عقارية سعودية من العقاريين المستثمرين في دبي بهدف مناقشة تلك المعوقات التي أدت إلى تعثر المشاريع وحدوث أزمة ديون في دبي , موضحا أن القطاع العقاري في المنطقة الشرقية سوف يتأثر بهذه المشكلة بشكل طفيف. وأضاف الدكتور المغلوث أن البعد الاستراتيجي والمناخ الاستثماري السابق في دبي بالإضافة إلى طفرة الاقتصاد هناك نقلت رؤوس الأموال السعودية بشكل كبير في الفترة الماضية ودخل المستثمر السعودي بقوة في تحالفات عقارية وشراء مجمعات تجارية وبناء أبراج وخلافه مطمئنا لسوق دبي وما حدث الآن يجب أن يناقش بقوة للسيطرة على تأثيراته على الأسواق العربية والسوق السعودي بشكل خاص. يذكر أن عام 2009م عام مميز حسب ما وصفه عقاريون بعد ما شهد القطاع بيع أكثر من 13 مخططا عقاريا بقيمة تجاوزت 8 مليارات ريال تقع على مساحة تجاوزت تسعة ملايين متر مربع مابين تجاري وسكني وصناعي توزعت على الدمام و الخبر, والظهران, والأحساء والجبيل والقطيف.