لا يرى صديقي القدساوي نفسه مبالغاً ولا حتى مستظرفاً حينما يقول بأنه لا يستغرب أن يجد يوماً رئيس ناديهم عبدالله الهزاع وقد أطل على المشاهدين من أحد برامج النشرة الجوية أو طبق اليوم، في واحدة من القنوات الفضائية المنتشرة في فضائنا العربي، مشيراً بذلك إلى ظهوره المتكرر عبر الفضائيات بمناسبة أو بدون، ويزيد وعلامات التعجب تتطاير من رأسه: «هذا وفريقه في ذيل الترتيب، ترى كيف سيكون حاله لو أن القادسية فعل ما فعله الفتح؟!». صديقنا وبقدر حدته في نقده الذي يوجهه للهزاع، لا ينسى أيضاً أن يصوب سهامه نحوي، معتبراً صمتي كما يزعم عن واقع القادسية المأزوم أحد أسباب هرولة رئيس ناديه صوب الإعلام على حساب معالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها النادي إدارياً وفنياً، والتي باتت تتهدده بمغادرة الأضواء سريعاً والعودة من جديد إلى حيث أتى من الدرجة الأولى. ويتساءل وقد بدا حانقاً عن السبب الذي يجعل المشهد القدساوي خالياً تماماً إلا من الهزاع ، وقبل أن أفتح فمي لأجيبه، يستطرد حتى لا يكاد يلتقط أنفاسه قائلا: ألا يوجد في نادينا نائب للرئيس، أو أمين عام، أو أعضاء إدارة، أو أعضاء شرف، أو جهاز كرة؟!، لماذا لا نرى أحداً منهم في الصورة؟!، لماذا أصبح القادسية «بورتريه» مفصل على مقاس الهزاع؟!. وبسرعة فائقة يستحضر هذا القدساوي المتيم صورة الرئيس السابق جاسم الياقوت في مخيلته وقد شعرت لحظتها أنه يراقب فمي، وقبل أن أفكر في فتحه، وإذا بلسانه ينطلق مهرولاً: هل تتذكر الياقوت يا صديقي ؟، ألم يكن نسخة مشابهة للهزاع، لقد ربض على كرسي الرئاسة بقرار تكليف، وصعد في عامه الأول بالفريق للأضواء، وأثار لغط معظم القدساويين حوله، وباع عقد ياسر القحطاني في صفقة كانت هي الأكبر آنذاك، ثم يصمت قبل أن يكمل حديثه بعد أن يطلق آهةٍ طويلة، آآآآآآآه.. لم أكن أتصور أنهما متشابهان إلى هذا الحد؟ استحلفته أن يعتق لساني كي أجيب على بعض تساؤلاته لعلي أبدد شيئاً من قلقه؛ لكنه أبى إلا أن يكمل طالباً مني الإنصات فقط حتى يفرغ ما في جعبته، ولم ينتظرني حتى أعطيه الموافقة، إذ أطلق للسانه العنان من جديد قائلا: لست خائفاً على مصير الهزاع، فسيأتي اليوم الذي سيرحل فيه بعد أن يفوز بمكتسبات الكرسي الوثير؛ لكن مخاوفي على القادسية الذي بات كعكة يتقاسمها القاصي والداني؛ لكنني أحذره بأن قطعة السكر التي يستلذها اليوم قد تتحول إلى جمرة لا يقوى على الإمساك بها، حينما ينفض السامر من حوله، ولا أحتاج لأن أذكره بمصير الياقوت الذي تخلى عنه القريب قبل البعيد، في وقت كان أحوج فيه لكل قدساوي، فلم يجد آنذاك حتى أعضاء إدارته الذين تسابقوا على الاستقالة وأولهم الهزاع نفسه!. صمت صديقي القدساوي فجأةً طالباً مني التعليق، ارتبكت وإذ بي أجيبه: لا تعليق!.