من تعليقات بعض القراء على مايكتبه بعض الكتاب في صحفنا عن اتفاقية المناخ يبدو ان بعض المعلقين يعتقدون أن مشكلة طبقة الأوزون تشملها اتفاقية المناخ وهذا غير صحيح فالاوزون له اتفاقية مستقلة (اتفاقية فيينا ثم بروتوكول مونتريال) أقدم من اتفاقية المناخ كما ان ثقب الأوزون لا يؤدي الى الاحتباس الحراري - كما يدّعي بعض الكتاب - بل العكس يؤدي الى برودة الأرض. ولكن ثقب الأوزون يجعل الشمس تسقط مباشرة على الأرض فتسبب سرطان الجلد وغشاوة البصر. بروتوكول مونتريال (وما تلاه من تعديلات) يختص بطبقة الأوزون وهو اكثر الأتفاقيات البيئية التي نجحت في تحقيق اهدافها فوفقا لعلماء البيئة أن طبقة الأوزون أخذت تستعيد سلامتها بسبب تقيد الدول بالوفاء بالتزاماتها بخفض المواد الكيماوية أشهرها مايسمى: CFCs التي تصدر غالبا من استخدام الثلاجات. وعادة تتميز اجتماعات الأوزون بالهدوء واتفاق الأطراف (جميع دول العالم ويرأس وفد المملكة مصلحة الأرصاد وحماية البيئة) بعكس اجتماعات اتفاقية المناخ التي يسودها التحزبات وسياسة "كل من ايده الوه" والتفاوض بأسلوب ابدأهم بالصراخ يفروا. كذلك يخلط بعض القراء بين اتفاقية المناخ UNFCCC (تختص بالتفاوض بين الحكومات واتخاذ القرارات واصدار البروتوكولات) واللجنة الحكومية للمناخ IPCC (تختص بمتابعة وتجميع ونشر المعلومات عن المناخ ولا تتخذ القرارات). وقد سبق أن وضّحت العلاقة بين اتفاقية المناخ UNFCCC ولجنة المناخ IPCC في صحيفة الرياض يوم السبت 13 يونيو 2009 ألعدد 14964 (الملحق الأقتصادي). الحقيقة أن اتفاقية المناخ هي الأتفاقية الوحيدة (من بين جميع الأتفاقيات الأخرى المختصة بالبيئة) الأكثر اثارة للجدل واختلاف وجهات النظر سواء بين الحكومات (وفقا لمصالحها المتناقضة) أو بين العلماء (وفقا لمن يموّل أبحاثهم) أو بين الرأي العام للشعوب (وفقا لتأثرها بما تنشره وسائل الإعلام من معارضة أو تأييد). كما ان اتفاقية المناخ هي الوحيدة من بين جميع اتفاقيات البيئة التي تحظى دائما بنقاشها في لقاءات زعماء العالم سواء في اجتماعاتهم الثنائية أو اجتماعاتهم المصغّرة كاجتماعات محموعة الثمانية أو مجموعة العشرين. ولكن رغم كل هذا الاهتمام الرسمي والشعبي والإعلامي تعتبر اتفاقية المناخ أقل اتفاقيات البيئة في تحقيق اهدافها فرغم مضي مايقارب الثماني عشرة سنة على صدور اتفاقية المناخ في ريو عام 1992 ومضي مايقارب الأثنتي عشرة سنة على صدور بروتوكول كيوتو عام 1997 ورغم عقد اربعة عشرة اجتماعا سنوياعلى مستوى رؤساء الأطراف COPs ناهيك عن مئات (وربما آلاف) الاجتماعات للجان الدائمة وفرق العمل الطارئة المتفرعة من اتفاقية المناخ ورغم اقامة ورش العمل في شتى انحاء العالم لتقريب وجهات النظر الا أن الخلاف لازال يتسع بين الأطراف وبالتالي ترتفع معدلات انبعاث غازات الاحتباس الحراري. من أهم العوامل التي ادّت الى فشل بروتوكول كيوتو هو عدم انضمام امريكا (التي تحتل المركز الأول لانبعاث غازات الاحتباس) الى البروتوكول و كذلك لأن الصين (التي اصبحت تنافس امريكا على المركز الأول) لا يلزمها البروتوكول بخفض انبعاث غازاتها وكذلك لا يلزم البروتوكول الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ودول اّسيا الصناعية (أي الدول التي بدأت تلوث المناخ) بتخفيض انبعاث غازاتGHGs أما دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية فأكثر شيء يهمها هو أن تحاول أن لاتثير غضب انصار البيئة فتتظاهر بأنها تنقل صوت المتظاهرين خارج قاعات الاجتماعات الى داخلها وتقوم (من تحت لتحت) بتحريض الجزر الصغيرة ضد البترول وبالتالي اغاظة اوبك وجر رجل (أو لسان) بعض مندوبيها الى اصدار التصريحات الشقيرية (نسبة الى الشقيري) لوسائل الإعلام. هذه العوامل التي ادّ ت الى فشل بروتوكول كيوتو (اضافة الى اختلاف علماء المناخ) لازالت تطفو فوق السطح واذا لم يتم (ولايبدو أنه سيتم) الاتفاق عليها ستكون هي نفس العوامل التي ستؤدي الى فشل بروتوكول كوبنهاجن. * رئيس مركز اقتصاديات البترول " مركز غير هادف للربح"