إننا ولله الحمد في هذا الوطن المبارك ننعم بخيرات كثيرة وبنعم متعددة أولها نعمة الدين ونعمة الاستقرار والأمن والأمان ورغد العيش في ظل حكومة رشيدة أطال الله في أعمارهم على طاعته ومتعهم بالصحة والعافية، تجلب إلينا فواكه الصيف في الشتاء، وفواكة الشتاء في الصيف لنأكلها وقد يحرم شعوب تلك البلدان من أكلها وهم الذين زرعوها وأنتجوها وإلينا صدروها، وهكذا من أنواع المأكولات والمشروبات التي تعج بها أسواقنا. لذا يجب أن نربي أجيالنا وندرب خدمنا على الحفاظ على هذه النعم فيا من لديه أب وأجداد كبار في السن أسألوهم ماذا مر عليهم في أزمنة مضت من قلة الحال والزاد سواء نوعاً وكماً فالقليل منهم من يجد قوت يومه فكيف بمن لم يجد، ولمعالجة هذا الواقع المحزن يجب في البداية إنكار هذه الأساليب، وسوف أوضح لك يا من وقع في هذا المفهوم الخاطئ والأسلوب المنافي لتعاليم الدين بعض الطرق التي سوف تعينك على اتباع الأساليب والطرق الجيدة للتخلص من فائض المأكولات وهي: أولاً: آن الأوان لتصحيح مفاهيمنا التسويقية باتباع نظام تسويقي مقنن وأسلوب شرائي محدد بحيث لانشتري إلا ماهو ضروري ولا نعد ولا نطبخ إلا بقدر الحاجة. ثانياً: من المعروف أن إقامة المناسبات والولائم عادات أصيلة توارثناها عن الآباء والأجداد وخاصة القيام بالواجب من إكرام الضيف والعزيز والصديق والقريب والجار وهذه عادات الهدف منها إن شاء الله صلة الرحم وتأليف القلوب، وهذا هو ليس موضوع حديثنا ولكن موضوع حديثنا إذا وجد فائض من المأكولات الناتجة من إقامة هذه الولائم أو الوجبات المنزلية العادية داخل منازلنا يجب التعامل مع ذلك بطريقة إيجابية تحقق إن شاء الله شكر النعم، وذلك بالأساليب التالية: الأسلوب الأول التعامل مع فائض المأكولات: من المعروف أن معظم المنازل تتبع أساليب حالية في طريقة تناول الوجبات وهي التوزيع عن طريق الأطباق الرئيسية وإذا وجد مأكولات زائدة فهي موجودة في تلك الأطباق الرئيسية وهذا يعني بقاءها نظيفة ومرتبة وبالتالي ما المانع من حفظها وإعادة تسخينها وأكلها في فترات قادمة والحمدلله على ذلك، وقد يوجد من العوائل هداهم الله من لايرغبون في إعادة تناول الوجبات الزائدة حتى لوكانت نظيفة ومرتبة ونقول لهم صبراً جميلاً وسمعاً وطاعة وتعالوا معنا إلى الأسلوب الثاني لمساعدتكم للاستفادة من فائض الوجبات والولائم. الأسلوب الثاني للتعامل مع فائض المأكولات: توصلنا إلى وجود فائض وأهل البيت لايرغبون في تناوله ونوجه كلامنا إلى صاحب البيت وربة البيت ونقول لهما شمرا عن ساعديكما واحتسبا الأجر من الله سبحانه وتعالى وبادرا وفقكم الله بمشروع خيري ينطلق من منزلكما. «فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة... الخ». ونقول لربة البيت أحفظي ما بقي من مأكولات في الثلاجات وكما هو معروف انه يوجد من العمالة الوافدة من عندهم الرغبة في استلامها لذا قومي ياربة البيت بارك الله فيك بالإشراف المباشر على تسخينه وتجهيزه لإرساله لتلك العمالة الوافدة، ويا صاحب البيت بارك الله فيك لاتتردد في دفع بعض الريالات لشراء الأواني والصحون البلاستيكية المقصدرة لوضعها فيها ولاتتردد في بذل الجهد في إيصالها إلى مستحقيها وذلك بالطريقة الآلية: 1- النظافة والترتيب واستخدام الأوائي البلاستيكية لأن فقيراً في هذا البلد أو محتاج هذا البلد لايقارن بالبلدان الأخرى الذين لا يجدون ما يأكلون. 2- يجب أن تكون هذه الوجبات جاهزة في مواعيد تناول تلك العمالة الوافدة وجباتها حتى تعم الفائدة ويتضاعف الأجر من الله، والوقت المناسب هو بعد صلاة الظهر مباشرة أو بعد صلاة المغرب مباشرة. وبنهاية الأسلوب الثاني كذلك سوف نجد من لايقومون بهذه المهمة إما تكاسلاً أو لعدم قناعة أو لعدة أسباب أخرى، وكذلك قد يوجد من المأكولات التي لاتصلح للتوزيع إما فاسدا وخلافه، فنقول لربة البيت وصاحب البيت لم تنته مسؤوليتكما أمام الله، وتعالا معنا إلى: الأسلوب الثالث للتعامل مع فائض المأكولات: هذا هو الأسلوب الأخير وبعده سوف نكون إن شاء الله معذورين أمام الله سبحانه وتعالى وأمامنا فائض من المأكولات إما لأنها لاتصلح لتوزيعها لمن يأكلها أو لعدم توفر أسباب التوزيع، فعلى أصحاب المنزل فرز تلك المأكولات، فالمأكولات الجافة مثل التمور والخبز فهذه تجمع وتوضع في أكياس وترسل إلى أحواش الأغنام والبهائم، أما الزائد والفائض من المأكولات التي لاتتحمل التأخير فترسل إلى الأودية والبراري وتنشر هناك ويوجد من مخلوقات الله من ينتظرها وبهذه الأساليب السابقة ضمنا عدم رمي هذه المأكولات في الحاويات وهذا هو الهدف والطريق الأمثل لتحقيق شكر النعمة. وأخيراً يسعدني توجيه ثلاث رسائل للمساعدة والمساهمة في تحقيق شكر النعم وعدم رميها في الحاويات وهي: الرسالة الأولى: موجهة إلى أئمة المساجد في منابرهم والى المسؤولين في مكاتبهم وإلى المدرسين في مدارسهم وإلى الكتاب والإعلاميين والمحاضرين لتوضيح المفاهيم الصحيحة لمحاربة هذه الظاهرة لخلق جيل يعنى بحفظ النعم، وإلى ربات البيوت في منازلهن لتربية البنات والأولاد وتدريب الخدم لتبني هذه الأفكار والأساليب الايجابية. الرسالة الثانية: موجهة إلى أصحاب الفنادق وقصور الأفراح والاستراحات وأصحاب المطاعم والبوفيهات والمخابز والمتاجر التموينية ومحلات بيع الخضار والفواكة والتمور ومحلات الوجبات السريعة وبوفيهات المدارس بأن يضعوا اساليب لتطبيق هذه المفاهيم الصحيحة وعليهم تعيين موظفين وعمال للقيام بهذه المهمة، وشراء سيارات لتوصيلها وبذل قصاري الجهود لتحقيق ذلك، وسوف يعوضكم الله خيراً في أموالكم وطول أعماركم وصلاح أولادكم وشفاء أمراضكم. الرسالة الثالثة: موجهة إلى رجال الأعمال والموسرين وأصحاب رؤوس الأموال أقيموا بارك الله فيكم تجارة مع الله في المساهمة في إنشاء المراكز الرئيسية للاستفادة من فائض الولائم بطريقة تقنية أو ادفعوا من رؤوس أموالكم لإنشاء مثل هذه المراكز وأقيموا عليها من يتولون أمرها برواتب شهرية، ما المانع من قيام مجموعة بشراء أرض مساحتها معقولة ونجعلها على شكل صالة مفتوحة في الدور الأرضي تضم مستودعات وغرف للحفظ والاستقبال والتجهيز والتوزيع، أما الدور الثاني يتم تصميمه على شكل شقق سكنية لتؤجر ويعود استثمارها وريعها لخدمة وتشغيل وصيانة هذه المراكز فالأمر بسيط جداً. وأخيراً إن الجهد المبذول والريال المدفوع عن طريق نية صادقة سوف تكون نتائجها ايجابية إن شاء الله على الجميع رزقنا الله وإياكم شكر النعم اللهم أدمها نعمة وأحفظها من الزوال، اللهم اجعلنا وإياكم من الشاكرين لنعمه، والحافظين لحقوقه..