افتتح أكثر من مائة وزير يليهم آلاف المندوبين أمس في جنيف أول مؤتمر وزاري موسع لمنظمة التجارة العالمية منذ اربع سنوات، في حدث يرى فيه الكثيرون مناسبة لتشديد الضغوط على الولاياتالمتحدة لحملها على الانخراط في جولة مفاوضات الدوحة. وفي وقت تشهد التجارة العالمية سنة رديئة للغاية تسجل خلالها المبادلات التجارية تراجعا يتوقع ان يفوق 10%، سيناقش هذا الاجتماع الموسع الاول لمنظة التجارة منذ اجتماع هونغ كونغ العام 2005 "النظام التجاري التعددي والبيئة الاقتصادية العالمية الحالية". واوضح مدير المنظمة باسكال لامي ان جميع وزراء التجارة، سواء الذين يمثلون الاقتصاديات الكبرى (في طليعتهم رون كيرك للولايات المتحدة وكاثرين اشتون للاتحاد الاوروبي) او الدول الناشئة (الهند والبرازيل والصين) او الدول الاكثر فقرا "سيستعرضون طريقة عمل المنظمة ككل وكيفية تطبيق القواعد". وخلافا للاجتماعات السابقة، فإن هذا المؤتمر الوزاري السابع لا يهدف إلى مناقشة جولة مفاوضات الدوحة لتحرير المبادلات التجارية، والجولة التي انطلقت في العاصمة القطرية العام 2001، مشلولة تماما منذ اشهر بسبب عدم وجود التزام أمريكي فعلي بنظر الخبراء، غير أن الموضوع سيهيمن رغم ذلك على اللقاءات الثنائية التي ستعقد بين كبار المسؤولين على هامش المؤتمر، وان كان لامي يتوقع في أفضل الاحوال أن يبحث الوزراء في سبل إنجاز جولة السنة المقبلة، فإن الكثيرين يأملون ان تبدي الولاياتالمتحدة التزاما ملموسا اكثر. وقد وجهت مائة دولة نامية نداء الاحد بهذا الصدد تضمن تلميحات واضحة. واوضحت هذه الدول في بيان ان كل الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية، النامية منها والمتقدمة، في موقع يسمح لها بالدفاع عن التعددية. وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم ان "هناك دولة محددة تمنعنا من إحراز تقدم"، رافضا ذكر هذه الدولة بالاسم، الا ان دبلوماسيا من امريكا اللاتينية رفض الكشف عن هويته قال بصراحة "إننا نفتقر بشكل جلي إلى موقف أكثر وضوحا من الولاياتالمتحدة". وتابع "إن الاجتماع الوزاري ينبغي ان يسمح بتشديد الضغط" على ادارة الرئيس باراك اوباما التي تواجه كونغرس ذات غالبية ديموقراطية مناهضة علنا للتعددية التجارية. وقال "ينبغي مساعدتهم على بلورة عملية داخلية"، مشيرا الى ان الضغوط الخارجية كانت مجدية في بعض المواضيع مثل ملف المناخ. وقال ريتشارد بولدوين الاختصاصي في معهد غراديوات انستيتيوت في جنيف "بعدما تم تمرير اصلاح النظام الصحي، بات في مقدور الامريكيين الآن الالتزام بمفاوضات الدوحة". غير أن هذه المسألة لا تزال موضع تشكيك. وقال لامي "إن أجندة الادارة الاميركية تتركز في الوقت الحاضر على إصلاح النظام الصحي والبيئة وضبط النظام المالي أكثر منها على التجارة".