توصلت دراسة أجريت مؤخراً إلى أن الرسائل النصية التي تقوم على أساس التكهن من شأنها تغيير طريقة عمل أدمغة الأطفال وزيادة احتمالات وقوعهم في الأخطاء بشكل عام. ويقول علماء إن نظام إرسال الرسائل النصية والذي يستلزم الضغط على زر واحد لكل حرف على لوحة مفاتيح الهاتف الجوال قبل أن يتوصل الجهاز إلى الكلمة التي يود المستخدم طبعها يدرب الأطفال الصغار والناشئة على السرعة ولكن مع عدم الدقة. ويرى العلماء أن هذا من شأنه أن يجعل الأطفال عرضة للسلوك المتهور الذي يتم دونما تدبر أو روية في الحياة اليومية. وتأتي أجهزة الهاتف الجوال الحديثة مزودة بقاموس مدمج لتمكين الأطفال من التكهن بالكلمة التي يعنيها المستخدم وذلك من خلال مجرد ضغطات قليلة على أحد الأزرار على لوحة مفاتيح الجهاز الهاتفي. ويمثل كل مفتاح ثلاثة أحرف. وهو يختلف عن النظام القديم الذي يضطر فيه المستخدم لأن يضغط على المفاتيح عدة مرات للحرف الواحد كأن يضغط مثلاً على مفتاح الرقم (5) ثلاث مرات ليحصل على الحرف الإنجليزي "إل". بيد أن هذا من شأنه أن يفضي إلى حدوث حالات مزعجة ومحرجة من عدم التواصل لأن بعض الكلمات تستخدم ذات المفاتيح. فعلى سبيل المثال سيكون من السهل أن ينتهي بك الأمر بارسال رسالة خاطئة من غير أن تقصد ذلك. واشتملت الدراسة على مقارنة استخدام الهاتف الجوال من قبل أطفال تراوحت أعمارهم بين 11 و14 سنة مع نتائج اختبارات أجريت لهم باستخدام الحاسب الآلي وكانت على غرار اختبارات قياس الذكاء. أجرى ربع الأطفال المشمولين في الدراسة أكثر من 15 مكالمة في الأسبوع وكتب ربع الأطفال أكثر من 20 رسالة نصية في الأسبوع. ففي هذا السياق، تحدث البروفسور مايكل أبرامسون أخصائي علم الأوبئة الذي أجرى البحث؛ حيث قال: "إن الأطفال الذين أكثروا من استخدام أجهزة الهاتف الجوال كانوا أسرع في بعض الاختبارات ولكنهم كانوا أقل تحرياً للدقة أو توخياً لها. ونشك في أن الإكثار من استخدام أجهزة الهاتف الجوال، وبصفة خاصة في مجالات من قبيل إرسال الرسائل النصية التوقعية، هي السبب في ما تقدم – ذلك أن أدمغة هؤلاء الأطفال لا تزال في مرحلة النمو وبالتالي إذا كانت هنالك مؤثرات فإن من المحتمل حينئذ أن تحدث تأثيراً لا سيما وأن التعرض لاستخدام الهاتف الجوال اتخذ صفة العمومية والشمول تقريباً في الوقت الحالي." واستطرد يقول: "إن استخدام أجهزة الهاتف الجوال يفضي إلى تغيير الطريقة التي يتبعها الأطفال في التعلم كما أنه يدفعهم لأن يصبحوا أكثر اندفاعاً وتهوراً في سلوكياتهم." – مضيفاً أن تلك التأثيرات من شأنها أن تفضي إلى عواقب وخيمة على جيل كامل. أما الخبراء الذين تنتابهم مخاوف بشأن التأثير المحتمل للإشعاع الصادر عن أجهزة الهاتف الجوال على الأدمغة التي تكون في طور النمو، فإنهم يقولون إن الآباء يتعين عليهم أن يتوخوا الحذر عند السماح لأطفالهم باستخدام أجهزة الهاتف الجوال بصورة مفرطة. بيد أن الباحثين أفادوا بأن كمية الإشعاع الصادر عند إرسال الرسائل النصية يبلغ ما نسبته 0.03% من الإشعاع المنبعث أثناء إجراء المكالمات الصوتية مما يشير إلى أن الإشعاع ليس مسؤولاً عن التأثيرات التي تحدث لأدمغة الأطفال. وعوضاً عن ذلك يرى البروفسور مايكل وهو من جامعة موناش في ملبورن بأستراليا أن وظائف ومهام من قبيل إرسال الرسائل النصية التي تقوم على أساس التكهن بالكلمات تفضي إلى المزيد من الخطورة على من لا تزال أدمغتهم في طور النمو. وشرح ذلك قائلاً: "لا نعتقد أن أجهزة الهاتف الجوال تؤثر على أدمغتهم. فإذا كنت معتاداً على التشغيل في تلك البيئة وإدخال حرفين للحصول على الكلمة التي تريد لك أن تتوقع أن يكون كل شيء على غرار ذلك." أما الدراسة التي نشرت في مجلة الالكترونيات المغناطيسية الحيوية (بيوإليكتروماغنتك) فسوف يتم توسيع نطاقها لتشمل تأثير استخدام الهاتف الجوال على الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي. فقد أثبتت البحوث السابقة أن إرسال الرسائل النصية التي تقوم على أساس التكهن بالكلمات تجعل مرسليها كثيري الأخطاء الإملائية وأخطاء التهجئة. ومع هذا فإن من الشائع تماماً أن بعض الأخطاء التي تقع في العادة نتيجة لاشتراك حروف الكلمات في نفس الأزرار والمفاتيح قد تتحول إلى لغة سائدة بين المراهقين. يشار إلى أنه يتم إرسال 57 مليار رسالة نصية في المتوسط في المملكة المتحدة في العام .