كم من مساحة فرح نحتاجها، لنزيل بها الكثير مما مرّ بنا ؟ كم نحتاج من ورد ليغطي أيام السواد في حياتنا ؟ وكم من الأضاحي نحتاج لنفدي كل من أحببناه وأحبنا ؟ وكم من حلوى نريدها لتغيّر مرارة أيامنا ؟ وما هي العبارات التي يمكن أن تطفئ نار قلوبنا ؟ لو فتحنا الدفاتر من امرئ القيس و( بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا ) .. ترى كم نحتاج لنمحو، وكم نحتاج كي نزيل ما بكينا على الأطلال لنخطط لإعادة التعمير ؟ عفوا سادتي وسيداتي أتيت لأكتب عبارات فرح وحب وأبعث رائحة أقحوان . لكن سبقتني العبارات وطارت بتلك الكلمات السابقة . فعلاً نحن نحتاج لفرح مزلزل ، يغسلنا ، يطهرنا ، يجعلنا نتسامح مع ذواتنا ، ومع القريبين لدقة القلب ، والذين قد تبعد قلوبهم لكن تقرب مواقعهم منا .. عفوا إن القلم أحيانا يكتب غير ما خططنا له لأنه يغرف من القلب مباشرة فلا يمر على رقيب العقل . أنا قال عقلي اكتبي كلمات الفرح والسعادة فهو عيد ، وهو عيد الأضحى لأنه عيد الفداء الكبير .. حيث سحب إبراهيم إسماعيل( عليهما السلام ) ليفدي به ففداه الله بكبش عظيم . إلا يحق لنا نحن أن نفدي بعضنا بالتسامح والحب، مادام الله قد فدى إسماعيل بكبش فكيف لا نفدي بالنعام عن البشر.. إنه العيد وإنه الفدى .. ونحن بحاجة لمساحات واسعة من الفرح ، ومساحات واسعة من الحب والتسامح وأكبر من ذلك كله مساحات واسعة من التفكير بالقلب المحب لا بالحقد والكراهية .. إنه العيد وإنه بعد الوقوف بعرفات ، فلمَ لا نقف معا كما وقف الحجيج أمام الله لنتصافى ... ونحن نحتاج مساحات كبيرة من الفرح ومن أدوات تصفي الأحزان وتجعلها أفراحا .. وتحية عيد معجونة بالأمل والحب وشطأن رمالها ورد أبيض ومساحات تكبر بالفرح . و"لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". .