تمكن ثلاثة مواطنين من انتشال جثث أم وثلاث من بناتها وطفل بعد غرقهم في سيارتهم التي جرفها السيل إلى حفرة واسعة على طريق (جدة / مكة ) القديم في حي المنتزهات (كيلو 11) التي حفرتها إحدى الشركات لتنفيذ مشروع خدمي. وقال المواطن تركي محمد العمري الذي أشرف على عمليات انتشال الجثث الخمس وسيارتهن بمساعدة المواطنين أحمد علي الشهري وسعيد الشهري، إن عملية الانتشال استغرقت نحو 45 دقيقة بعد قيامنا ببناء حواجز من الأحجار والصبات حول الحفرة التي يصل عمقها إلى 11 مترا وعرضها 10 أمتار وطولها 15 مترا لإيقاف تدفق السيول القادمة من الشرق وتحوليها إلى مسار الطريق المعاكس حيث استغرقت هذه العملية التي تمت بمساعدة المقاول وباستخدام معداته نحو 7 ساعات لعدم امتلاكنا الخبرة اللازمة وعدم وجود معدات خاصة بهذه العملية. وأضاف العمري: بعد ذلك قمت بالغوص في الحفرة بمفردي للبحث عن الجثث بعد تأكدي من وجود عائلة غريقة في سيارة باترول نيسان، حيث وجدت 4 سيارات غارقة لكنها فارغة فقمنا بإخراجها، ثم أصبت في يدي فغاص معي احمد علي الشهري وسعيد الشهري فوجدنا السيارة غاطسة في الحفرة على مقدمتها، فتم سحبها من الصدام الخلفي حرصا على عدم تشويه الجثث. من جهته قال احمد علي الشهري إن انتشال السيارة تم الساعة العاشرة مساء حيث بقيت في الحفرة نحو ثماني ساعات لعدم قدرة الدفاع المدني على الوصول إلى موقع الحفرة التي التهمت نحو 15 سيارة أخرى إلا ان معظمها كانت خالية من أصحابها. ويعود تركي العمري ليؤكد على انتشال 15 سيارة أخرى حتى مساء أمس الأول بجهود فردية منه ومن الشركة المعنية التي تجاوبت مع ندائه وخسرت له كل معداتها وعمالها، ولايزال البحث جاريا حتى إعداد هذا التقرير ( صباح أمس ) للبحث عن المزيد من السيارات التي دفنت تحت الوحل الذي غطى الحفرة بالكامل، حيث أكد شهود عيان على وجود سيارة كامري فيها رجل وزوجته ما زالت مفقودة داخل الحفرة. ويشير العمري إلى إبلاغه الدفاع المدني بهذه الحفرة التي وصفها ب "حفرة الموت" إلا أن رجال الدفاع المدني مشغولون في مواقع أخرى من مدينة جدة شهدت كوارث أكبر، بالإضافة إلى أنهم يسعون إلى إنقاذ أرواح الكثير من المنكوبين، وهذا ما دعاني ومجموعة من المواطنين إلى المساهمة في انتشال ما تبقى من السيارات الموجودة في هذه الحفرة على مدى ثلاثة أيام، متوقعا أن تظهر الأيام القادمة المزيد من السيارات وربما الجثث.