ونحن نعيش أياما صافية معطرة بأكاليل العيد .. وفي خضم أخبار عن حرب ضد المتسللين على الحدود اليمنية -وفق الله جنودنا البواسل- .. وأخبار متضرري السيول في جدة -عوضهم الله خيرا- ، والتي هي في الأصل اختبار للحمتنا وإيماننا .. أجد مناسبة (العيد) فرصة طيبة للحديث عمن ينهشون جسد أمتنا ببذاءاتهم .. لايستثنون أحدا البتة .. يستثمرون (حرية) الإنترنت في تلويث عقول الشباب بالتشاتم والكذب وإطلاق التهم جزافا. (النت) مجال خصب لفئة الشباب والشابات، بينهم وبنسبة كبيرة (عاطلون!!) أو بمعنى أدق من عقولهم معطلة وعزائمهم مثبطة .. فيفرغون شحناتهم النفسية في مساحة رحبة لاضوابط لها، إلا ماندر. ومن المؤسف، جدا أن القائمين على هذه المواقع يستنزفون طاقة الشباب لأهداف تدر عليهم عوائد خاصة، لاتختلف عن القنوات الفضائية التي تفتح مسجاتها دون حسيب ولا رقيب!! وكذلك بعض الصحف (الورقية) التي تتيح لمتصفحي موقعها على الإنترنت بالتعليق على ماينشر لديها. والرياضة هي المجال الأرحب على كل الأصعدة، لكنها كسائر المجالات لاتخضع لدراسات تعنى بتنمية المجتمع وثقافته وتواصله مع المجتمعات الأخرى. أتعجب من هؤلاء الذين يكرسون وقتهم للدخول على (مليون) موقع.. لسب هذا وشتم ذاك والتناحر لفظيا مع ثالث، يستثمرون موضوعا (جماهيريا) في شخصنة هذا وذاك وسب فلان وقذف علان. أتساءل عن تربية هؤلاء وتعليمهم واندماجهم في المجتمع، فالأمية التي سخرت الدولة لها جانبا من اهتمامها، باتت أكثر خطرا على شباب وشابات المجتمع (تقنيا)، لاحظ أننا نردد كلمة (التكنولوجيا) في محادثاتنا، ولكن يبدو أنها اندمجت في هوسنا ب (المظاهر)!! أتعجب كثيرا ممن يحمل (اللاب توب) أينما حل.. فقط ليشتم مسؤولا أو رئيس ناد منافس أو نجماً، وأحيانا مسؤولاً أو نجماً في ناديه دون سبب وجيه، وبالطبع لايسلم الإعلاميون، إلى درجة الإساءة للدين والمجتمع بسبب اختلاف الميول، ومن خلال المناقشات والحوارات تستنتج أن الميول أولا وثانيا وثالثا، وهذا أخطر من التعصب الرياضي. بالطبع هناك من يناقش ويتعمق أفضل من النقاد، لكن (المسيئين) يأكلون الجو !!! المسؤولية ملقاة على عدة جهات، ومن واجب الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تكون أكثر إدراكا بأهمية استثمار الرياضة في نشر ثقافة الرياضة ودورها السامي في حراك المجتمع، وعلى الأندية أن تسمو بدورها في الرقي بمستوى جماهيرها التي ترتاد النادي، أو تقودها في المدرجات، ومن واجب المؤسسات الإعلامية أن تولي هذا الجانب أهمية قصوى في تفعيل رسالتها الجسيمة – السامية، أبسطها عدم إجازة مايرد من إساءات. وعلى الجهات ذات العلاقة أن تقوي علاقتها بالرئاسة العامة لرعاية الشباب والعكس صحيح أيضا لفائدة المجتمع، ومن واجب خطباء المساجد أن يولوا هذا الجانب اهتمامهم. تمريرات صور السيارات التي خلفتها سيول جدة أشبه بقصص خيالية. . (سبحان الله العظيم). اختارت (قطر) الأسطورة سامي الجابر أول سفير لها في ملف استضافة مونديال 2022 (كي تنجح)، هذا (الحدث) يستحق موضوعا خاصا. سعدت جدا بالتعليقات (الإنترنتية) على موضوعي الأول الأحد الماضي: (سكت الشباب ومازال الهلال يصرخ)، وربما أعود إليها استكمالا لأصل القضية. عيد سعيد .. وحج مبرور. دمتم جميعا في عز وقوة وراحة بال.