الحج الركن الخامس من أركان الإسلام فريضة على كل مسلم قادر مرة في العمر ومن سماحة الإسلام ان ربطها وقيدها بالاستطاعة والقدرة على الحج، ليسمو الحاج في هذه الأيام المباركة الفاضلة ويتجلى فيها بالروحانية والإيمان ويلهج بالدعاء إلى الباري عز وجل بالقبول والمغفرة وان يبتعد عن هواجس الدنيا والأمور الدنيوية التي ربما ظن انها صحيحة وهي تبعده عن مقصد الحج .والمملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أولت الحرمين الشريفين وأمور الحج أولى اهتماماتها فبذلت الأموال وهيأت الرجال الأكفاء وكافة المرافق والإدارات الحكومية لاستقبال الحجيج ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم شعيرة العمرة والحج بيسر وسهولة وتمكين، وان التوسعات التي في الحرم المكي والنبوي الشريفين، وما تراه من اهتمام في كافة المشاعر المقدسة هو حرص واهتمام خاص من القيادة - حفظها الله - في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث تم توسعة الجمرات بما يتناسب مع أعداد الحجيج المتزايدة وايضاً التوسعة الجبارة في المسعى الذي كان يواجه ازدحاماً كبيراً أيام الحج ومواسم العمرة وخاصة في رمضان فالحكومة الرشيدة لا تألو جهداً في كل ما يحقق راحة ضيوف الرحمن وتأديتهم نسكهم بيسر وسهولة. ان استقبال ملايين الحجاج في فترة معينة وفي مكان معين وظروف مناخية متغيرة ليس بالأمر السهل والبسيط، وأقطار العالم بأسرها تعلم هذا الأمر والإنسان المنصف الحصيف يدرك مدى ما تبذله المملكة من جهود عظيمة في هذا الشأن فالحجاج منذ وصولهم إلى أن يغادروا أراضي البلاد وهم محل حفاوة وتقدير الجميع ومؤمّن لهم الرعاية الصحية والأمنية والمعيشية، وحكومة خادم الحرمين الشريفين تقدم هذه الخدمات لوجه الله وتأمل في الأجر والثواب من رب العالمين لا تأخذ أي مقابل تجاه ماتقدمه لشؤون الحج والحجيج من مليارات فهذه المواقف والجهود العظيمة من الواجب والمفترض ان تقابل دائماً بالشكر والعرفان والتقدير من الحجاج لحكومتنا الرشيدة جراء هذه الجهود العظيمة التي تبذلها الحكومة لراحة الحجاج، فالحج شعيرة إيمانية بعيدة عن أي توجهات أخرى والحجاج أتوا من أقطار العالم ليؤدوا الشعيرة بسكينة وروحانية كاملة وهذا قد وفرته لهم المملكة منذ سنين فتحرص على ألا يكدر صفو الحجاج أي أمر من أمور الشعارات الدعائية السياسية وغيرها، فوزارة الداخلية في كل عام دائماً تعمل على توفير الأمن والأمان لضيوف الرحمن وتمنع كل ما يعكر صفو الروحانية والطمأنية.. وايضاً من الحق والواجب علينا جميعاً وخاصة من ينوي الحج والحجاج من داخل المملكة أو من مختلف أقطار العالم الالتزام بكافة التعليمات والأنظمة المنظمة لأمور الحج وتسهيله على الجميع فمثلاً التقيد بالتصريح الخاص بالحج وأخذه بعين الاعتبار فهذا النظام وضع لصالح الجميع ويما يتوافق مع أمور الشريعة كما انه لم يصدر إلا بعد دراسة متأنية وواعية كما ان طاعة ولي الأمر واجبة شرعاً وهذا التصريح يتيح للحاج الحج كل خمس سنوات فالإسلام دين يسر وسهولة وطمأنينة وروحانية وأيضاً أعمال الخير والتقرب إلى الله متعددة وكثيرة الوجوه وخاصة في الأيام الفاضلة من دعاء وصدقات واحسان.. الخ كما أن الحاج الذي لا يستطيع الحج من الناحية الصحية أو المالية لماذا يحج ويتعب نفسه وغيره ، فظاهرة الافتراش أتت من باب ان المفترش ليس لديه الاستطاعة فهو آذى نفسه وغيره فأغلق الطرقات والممرات وتسبب في إثم على نفسه وهو يعتقد انه مأجور فهذا لا يتوافق مع شرعنا الحنيف دين السماحة والمودة والتراحم. فالالتزام بالتعليمات الصادرة من ولي الأمر هي مناط اتباع والتزام فعلينا جميعاً الالتزام والتقيد بها تقبل الله منا ومن الجميع الأجر والمثوبة والغفران حفظ الله بلادنا من كل مكره وأدام عزها ونصرها ومجدها في ظل القيادة الحكيمة العظيمة.