مع خيوط الفجر الأولى ليوم عرفة التاسع من ذي الحجة لهذا العام 1430ه انطلقت (85) سيارة من سيارات الإسعافات الصغيرة العاملة ضمن لجنة الطوارئ والطب الميداني لتصحب الحجيج في أماكن تواجدهم على جبل عرفات حيث تنشر في كافة أرجاء عرفات لتؤدي واجبها في علاج الحالات الطارئة والاسعافية من حجاج بيت الله الحرام ونقل من تستدعي حالته منهم إلى أقرب مستشفى. ويعمل على كل سيارة من هذه السيارات على مدار الساعة فريقان طبيان كل فريق يتكون من طبيب وممرض على درجة عالية من التدريب والمهارة في تشخيص وعلاج الحالات الطارئة وتقديم الخدمات الطبية الإسعافية الميدانية المتميزة لحجاج بيت الله الحرام، حيث تم توزيع هذه السيارات لتغطي جميع مناطق عرفات وتسري بين المخيمات للتعامل مع أي حالة طارئة متى دعت الحاجة. وقد صاحبت هذه السيارات الحجيج في رحلة التصعيد إلى عرفات حيث تمركزت معهم في مشعر عرفات حول جبل الرحمة ومسجد نمرة وكافة أرجاء عرفات لتقديم الرعاية الطبية لضيوف الرحمن، كما رافقتهم في طرق المشاة خلال النفرة من عرفات إلى المزدلفة والمشعر الحرام ثم إلى منى حيث إنها الوحيدة المصرح لها بالسير في هذه الطرق، لتستقر معهم في يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة وتتمركز حول جسر الجمرات شمالاً وجنوباً وفي الشوارع المؤدية إلى جسر الجمرات كشارع سوق العرب وشارع الجوهرة والشارع الجديد وطريق الملك فهد. وأوضح ل "الرياض" الدكتور طارق بن سالم العرنوس مدير عام الإدارة العامة للطوارئ بوزارة الصحة ورئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني وأضاف أن سيارات الإسعاف الصغيرة مزودة بأحدث الأجهزة اللازمة للعناية بالحالات الحرجة مثل أجهزة مراقبة القلب والصدمات الكهربائية وأجهزة التنفس الاصطناعي ومزودة أيضاً بكافة الأدوية اللازمة للتعامل مع أصعب الحالات الطبية الحرجة في أماكن حدوثها ومن ثم نقل من تستدعي حالته إلى اقرب مستشفى من مستشفيات المشاعر وتتميز هذه السيارات باستخدمها لطرق المشاة بالمشاعر المقدسة مما يكسبها القدرة على الوصول إلى هدفها وموقع الحدث في أسرع وقت. وتابع: "ترتبط هذه السيارات بغرفة إدارة العمليات بمجمع الطوارئ بالمعيصم بأجهزة الاتصال اللاسلكي حيث يعمل بالغرفة فريق من العاملين ذوي الخبرة يقومون بتوجيه السيارات إلى أهدافها من أقصر الطرق وأسرعها، كما يقدمون المعونة الفنية للفرق الطبية للتعامل مع الحالات الحرجة، كما تم تزويد سيارات الإسعاف بأحدث أجهزة تعقب المركبات وتحديد المواقع حيث يتم مراقبة جميع السيارات من خلال محطة تحكم مركزية ويتم توجيه قائدي السيارات إلى أقصر الطرق المؤدية للمراكز الصحية ومستشفيات المشاعر، ويقود هذا الأسطول ميدانياً فريق من المشرفين الميدانيين على الدراجات النارية لمساعدة هذه السيارات في أداء مهمتها ومدها بما تحتاجه من أدوية ومستلزمات أثناء تواجدها في مواقعها ومساعدتها في حل أي مشكلة طارئة. وكشف عن أن هذه الفرق الطبية قد صاحبت الحجيج في وادي منى في يوم التروية الثامن من ذي الحجة وقد قامت بعلاج عدد (431) حاجا، نقل منهم للمستشفى عدد (131) حالة وجميع هذه الحالات هي حالات مرضية عادية ولم تكن من بينها أي حالات وبائية حيث كان وقت هطول الأمطار.