منذ فترة بعيدة حين بدأت أجرب حظي في الكتابة حاولت أن أكتب عبارات قصيرة وموجزة لكثير من المعاني في حياتنا اليومية ، من تلك العبارات : العضة عظة مادية، والعظة عضة معنوية ولم أطلع عليهما أحدا وفجأة وفي جريدة عكاظ الصادرة يوم الأربعاء 23 ذو القعدة 1430 ه في عددها رقم 3069 وفي الصفحة الأخيرة قرأت الخبر التالي " كشف أحد القضاة في محاكم جدة عن أغرب قضية واجهها أثناء عمله، حيث ذكر قضية عنف جسدي مارسه الزوج ضد زوجته..حيث قام الزوج بعض زوجته مجموعة من العضات طبعها بأسنانه في أماكن متفرقة من جسدها وأضاف القاضي: بعد وصول ملفه إلى المحكمة وسؤالي له عن أسباب فعلته ، أجابني إن الشرع أمره بذلك مستشهدا بالآية القرآنية " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن " ظنا منه أن كلمة عظوهن تعني العض وليس العظة والتوجيه ضحكت ولكنه ضحك كالبكاء ، أمن المعقول أن يصل الفهم بالدين إلى هذا المستوى من الجهل وعدم المعرفة؟ هل يعقل أن ينفذ طريقته للفهم للآيات القرآنية دون أن يستشير عاقلا ، ليجنبه هذا الجهل المرعب والمشوه لمعاني الدين ؟ وأعتقد أن هذا الزوج قد افتقد المعنى الحقيقي للعلاقة الإنسانية التي تمنحها مؤسسة الزواج بين الرجل والمرأة لكي تكون العلاقة متساوية في الحقوق والواجبات التي تمنح الدين البعد الإنساني الذي يستحق أن ينهض بهذه العلاقة الإنسانية إلى أرفع مستوى من الندية.. ولعل نظرة حقيقية إلى وجوه الأبناء وهم يشاهدون هذه العلاقة بين الأم والأب التي تقوم على هذه المشادات اليومية التي تخلق منهم مجتمعا خائفا ومرعوبا أو تخلق منهم مجتمعا يفكر في الكره والبغض ووسائل الانتقام وخشيتي الحقيقية في أن يكون هذا الزوج قد تسلل إلى أوراقي القديمة واطلع بطريق الصدفة على مقولتي الفكرية الرائعة وأخذ بتطبيقها عمليا على زوجته المسكينة وقد أتقدم لوزارة الثقافة والإعلام بضمان حقوق الملكية الفكرية والتي قام هذا الرجل بتطبيقها دون علمي ودون أن يستأذن ولذلك فإنني رغم مرور هذا الزمن قد حزنت لتطبيق كلامي على هذه الزوجة الصابرة..