كشف تقرير جديد أن الرائد نضال مالك حسن، مطلق النار في قاعدة "فورت هود" العسكرية، كان قد كثف اتصالاته مع داعية يمني متطرف وبحث معه تحويلات مالية مشبوهة وغيرها من الخطوات التي ساهمت في تحويل أفكاره إلى أعمال قبل فترة قصيرة من اقدامه على الاعتداء الذي نفذه وأدى إلى مقتل 13 شخصاً. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" امس عن مصدرين مطلعين على محتوى الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين حسن والداعية اليمني الأميركي المتطرف أنور العولقي، أن الطرفين تبادلا معلومات مشفرة حول تحويلات مالية إلى الخارج عبر وسائل لا تثير شبهات الأجهزة الأمنية. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "من الواضح أنه (حسن) أصبح أكثر أصولية في النهاية، وكان يجري محادثات تتعلق بتحويل المال والتمويل" وأضاف "بات من الواضح في نهاية تلك الرسائل الإلكترونية أنه مهتم بالقيام بالعمل". يذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالية في مدينة سان دييغو علم بهذه الرسائل منذ السنة الماضية، غير أنه لم يجد أنها تشكل خطراً على الأمن القومي ولم يبلغ الجيش عنها. وكان رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كارل لفين، قد أعلن الجمعة أنه سيحقق بالطريقة التي تم التعامل بها مع هذه الرسائل الالكترونية ولمَ لم يبلغ الجيش بشأنها قبل وقوع الاعتداء. وفي الأشهر التي سبقت الاعتداء، تناقش حسن مع العولقي حول وسائل القيام بعدة تحويلات دون العشرة آلاف دولار، وهو المبلغ الأقصى الذي يمكن أن تحويله من دون ابلاغ السلطات المختصة، غير أن المصدر اشار إلى أن حسن لم يتعهد بشكل واضح بتمويل النشاطات الإرهابية أو التهرب من الضرائب وقوانين الإبلاغ بالمساهمات. ولم تتمكن السلطات حتى الآن من إثبات أن حسن أرسل الاموال إلى مؤسسات خيرية ذات ارتباطات وثيقة بالجماعات المسلحة، غير أنها مستمرة في التحقيق بذلك. ومن المتوقع أن يمثل حسن أمام جلسة الاستماع الأولى السبت من داخل غرفته في المستشفى في وحدة العناية الفائقة. يشار الى أن 13 شخصاً قتلوا نتيجة الاعتداء الذي وقع في 5 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في قاعدة فورت هود العسكرية، حيث أطلق نضال مالك حسن(39 عاما) النار باتجاه الأشخاص المتواجدين في القاعدة. وأشارت تقارير عسكرية الى أن حسن المتخرج من فيرجينيا ،هو طبيب نفسي كان يقدم الاستشارة النفسية للجنود في قاعدة "فورت هود" كما عمل سابقاً في مركز "ولتر ريد" الطبي العسكري. وقاعدة فورت هود هي أكبر قاعدة عسكرية في العالم، ونقطة رئيسية لنشر القوات في العمليات الأميركية في العراق وأفغانستان، وهي النقطة التي يعود إليها الجنود من مهماتهم في الخارج.