يمنع نظام المرور الحالي قائدي السيارات في حال وقوع حادث تصادم إبعاد السيارة عن موقع الحادث إلا بعد التخطيط لتحديد نسبة الخطأ، حتى لو كان موقع الحادث طريقا سريعا يمكن أن تؤدي عملية التوقف فيه إلى وقوع حادث آخر أو تعطيل حركة المرور، وفي حال قيام أحد قائدي السيارات بإبعاد سيارته من موقع الحادث فإن نظام المرور يعتبره منسحبا من مسرح التخطيط ويتحمل نسبة الخطأ كاملة، ويحتاج الأمر إلى إصدار قرار بالسماح .لقائدي السيارات بإبعاد سياراتهم عن مسرح الحادث عدد من المواطنين والمقيمين يقولون إنهم تضرروا بشكل كبير من منع مغادرة السيارة لموقع الحادث والتنحي جانبا عن الطريق، خاصة في الطرق السريعة التي عادة ما تكون الحوادث فيها مميتة في حال اصطدام السيارات المسرعة بالسيارات المتوقفة بسبب الحوادث، ويرى المواطن محمد الفدعاني أن على الإدارة العامة للمرور إصدار قرار سريع وعاجل يسمح لقائدي السيارات المتصادمين بمغادرة موقع الحادث والابتعاد عن خطر السيارات المسرعة، مشيرا إلى أنه عاش تجربة مريرة في هذا المجال، حيث قام بالاصطدام بسيارة متوقفة في حادث مروري في (كورنيش الدمام) قبل سنوات عدة، وأصبح طرفا في الحادث الذي سبقه بأكثر من نصف ساعة تقريبا مطالبا بأن تقوم الإدارة العامة للمرور مباشرة بإلغاء هذا النظام والسماح بمغادرة مسرح الحادث حتى لا يكون عرضة لاصطدام من الخلف. يقول المواطن على السالم بأن الطرق السريعة تشهد بشكل يومي حوادث مرورية تكون في البداية لسيارتين فقط أو ثلاث، ثم يزيد العدد حتى يصل في بعض الأحيان إلى خمس أو ست سيارات بسبب أن السيارات المتصادمة لم تغادر موقع الحادث، وتوقفت لأن النظام المروري يمنع ذلك فتأتي السيارات المسرعة من الخلف من دون أن يعلم أصحابها أن السيارات التي أمامهم متوقفة فيحدث تصادم عنيف تذهب في الغالب أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم اعتقدوا أن الطريق الذي أمامهم سالك ولا توجد فيه سيارت متوقفة بسبب حادث، مؤكدا أن ذلك الأمر يحتاج إلى وقفة مسؤولة من قبل المسؤولين في الإدارة العامة للمرور، ومؤكدا أن لديهم حوادث مرورية سابقة حدثت بذات (السيناريو) الذي نتحدث فيه الآن. المهندس عادل السويدان يؤكد بأن خطر الحوادث بشكل عام يلحق أضرارا كبيرة، سواء في الأرواح أو في الممتلكات والاقتصاد العام للوطن، مشيرا إلى أن الحوادث التي تنجم عن حوادث أخرى هي موجودة للأسف في طرقاتنا ويجب التنبه إليها، مؤكدا بأنه مع قرار إلغاء انتظار المرور لتخطيط الحادث؛ وهو الانتظار الذي يمتد لعدة ساعات في بعض الأحيان، يمكن تجاوز ذلك أيضا من خلال السماح لطرفي الحادث بتصوير الحادث عبر تقنية الجوال وعرضها على المرور فيما بعد لاستكمال الحادث حتى يمكن لهما مغادرة موقع الحادث وعدم وقوع حوادث أخرى. من جانبه، اعتذر المتحدث الرسمي باسم مرور المنطقة الشرقية المقدم على الزهراني من التعليق على هذا المقترح، مشيرا إلى أن ذلك من صلاحيات الإدارة العامة للمرور. إلى ذلك، لم تشر التقارير الرسمية التي تصدر عن الإدارة العامة للمرور في جميع مناطق ومدن المملكة إلى وقوع حوادث مرورية بسبب توقف السيارات المتصادمة لانتظار تخطيط المرور أو شركة نجم، فيما أوضحت تلك التقارير أن غالبية حوادث المرور ناتجة عن أخطاء بشرية وغيرها من الأسباب الأخرى المتعلقة بحالة الجو أو الانشغال عن الطريق. وكان تقرير إحصائي سابق للإدارة العامة للمرور أكد أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت خلال عام 2009 في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بلغت أكثر من 485 ألف حادث، راح ضحيتها 6485 شخصا، أي بمعدل 17 شخصا في اليوم الواحد. وقال التقرير: «إن عدد المصابين من جراء تلك الحوادث بلغ أكثر من 36 ألف مصاب، وبلغت نسبة الحوادث الجسيمة خمسة في المائة من إجمالي عدد الحوادث، وهناك 13 حالة وفاة لكل ألف تركزت أسباب الحوادث المرورية وفقا لمنظمة الصحة العالمية، عند القيادة بحالة التعب والإرهاق، والانشغال عن القيادة مثل استخدام الهاتف، وعدم التقيد بأنظمة المرور، والتهور في القيادة، عدم صيانة السيارة وفحصها، وأحوال الطريق من أعمال على الطريق ومنحنيات خطيرة وعدم وجود عوامل السلامة، وأحوال الطقس من أمطار وضباب ورمال. وأضاف التقرير: «إن 85 في المائة من حوادث السير في السعودية تعود إلى أخطاء بشرية من قبل السائق، نتيجة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية، في حين يخرج سبعة في المائة من المصابين من المستشفيات وهم يعانون شكلا من أشكال العجز بشلل رباعي أو نصفي». يذكر أن آخر إحصائية لمرور المنطقة الشرقية قد أكدت أن عدد الوفيات خلال عام 1430ه بسبب الحوادث المرورية في المنطقة الشرقية بلغ 1071 وفاة بانخفاض 42 وفاة عن العام الماضي 1429ه، وذلك وفق الإحصائيات التي سجلتها إدارة مرور المنطقة الشرقية التي شهدت انخفاضا في الحوادث المرورية بنسبة 12 في المائة بعد أن سجلت في سنة 1430ه، 112.240 حادثا مروريا بفارق 15.040 حادثا عن سنة 1429ه، إضافة لانخفاض عدد الإصابات عن السنة الماضية ب287 إصابة، حيث بلغ عدد الإصابات لعام 1430ه، 5.823 إصابة. وأرجعت إدارة المرور ذلك الانخفاض للحملات التوعوية التي عملت في السنوات الماضية واستهدفت قائدي المركبات وتحديدا الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من المتعرضين للحوادث المرورية التي تسبب في اغلب الأحيان إصابات ووفيات إضافة للخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة. وكانت المنطقة الشرقية شهدت خلال السنوات الماضية حوادث عدة أليمة كان من أشهرها اشتراك أكثر من 80 سيارة في حادث واحد الذي حدث على طريق الدمام بقيق السريع في 12/11/2007م بسبب سوء الأحوال الجوية (ضباب) وسرعة قائدي بعض السيارات وذهب ضحيته ثلاثة فيما أصيب 12 بإصابات بليغة إضافة إلى الخسائر المادية.