صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء بعيد محادثات مع نظيره الصيني هو جينتاو ان الولاياتالمتحدة والصين متفقتان على ان ايران ستتحمل "تبعات" عدم التوصل الى حل مشكلة برنامجها النووي. وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني "اتفقنا على ضرورة ان تقدم جمهورية ايران الاسلامية ضمانات للمجتمع الدولي تفيد ان برنامجها النووي سلمي وشفاف". واضاف ان "موقف بلدينا وباقي مجموعة الدول الخمس (زائد واحد)، في هذه المسألة، موحد". واكد اوباما انه "لدى ايران فرصة لتقدم وتثبت نواياها السلمية لكن اذا لم تغتنمها فستتحمل التبعات". واعربت الصين والولاياتالمتحدة في بيان نشر الثلاثاء عن "قلقهما من آخر التطورات في المسألة النووية الايرانية". ودعا البلدان "ايران الى الالتزام بشكل بناء مع مجموعة الخمس زائد واحد والتعاون كليا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل التوصل الى حل مرض". كذلك دعا البلدان ايران الى "الرد ايجابا على اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية" محمد البرادعي. وقد اقترح البرادعي في 21 تشرين الاول/ اكتوبر على الايرانيين تسوية تتمثل في تخصيب يورانيومهم المستخدم مدنيا في دول اخرى. الى ذلك، اعربت الصين والولاياتالمتحدة عن دعمهما مواصلة المفاوضات حول ملف كوريا الشمالية النووي التي دعا اوباما الى استئنافها "في اقرب وقت ممكن". وقال الرئيس الامريكي"اتفقنا على الدفع بعملية المفاوضات في اقرب وقت ممكن". وقبل ذلك بقليل اعلن الرئيس الصيني ان البلدين، تؤيدان "الحوار والتشاور لحل الازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية". من ناحية اخرى، حث أوباما نظيره الصيني على السماح للعملة الصينية بالارتفاع وذلك خلال قمة اتفقا خلالها على العمل من أجل تخفيف حدة التوترات التجارية والاقتصادية بين الدولتين. ولم يشر هو إلى اليوان أو السياسة الخاصة بالعملة الصينية أو الدولار في تصريحات عقب اجتماعه مع أوباما في بكين. إلا أن أوباما أشار بصورة عابرة إلى مسألة أثارت تراشقات حادة بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين خلال الأيام الماضية في ظل قول واشنطن ان انخفاض قيمة العملة الصينية يذكي الاختلالات الاقتصادية على المستوى العالمي. وقد ربطت الصين عملتها اليوان بالدولار فعليا منذ منتصف العام الماضي. وقال أوباما "سعدت بملاحظة التزام الصين خلال البيانات التي صدرت خلال الفترة الماضية بشأن التحرك نحو سعر صرف أكثر ارتباطا بالسوق بمرور الوقت". وأضاف "أكدت خلال مناقشاتنا - مثلما فعل آخرون بالمنطقة - على أن عمل ذلك وفقا للعوامل الاقتصادية الأساسية سيساهم بصورة فعالية في الجهود الرامية إلى إعادة تحقيق التوازن العالمي". وقال الرئيس الصيني ان الجانبين يريان بوادر على انتعاش الاقتصاد العالمي إلا أنه أشار أن الطريق أمام ذلك لا يزال طويلا. وفي بيان مشترك صدر عقب القمة قال الرئيسان انهما "عازمان على العمل سويا من أجل تحقيق نمو اقتصادي عالمي أكثر استدامة واتزانا" وذلك في تأكيد لموقف مجموعة العشرين بشأن القضاء على الاختلالات الخطيرة. وقال هو ان المحادثات جرت "بشكل جيد للغاية" وان بكينوواشنطن ستواصلان إجراء "مشاورات على قدم المساواة لمواجهة الخلافات الاقتصاداية والتجارية بصورة جيدة". وقال "أكدت للرئيس أوباما أنه بموجب الظروف الحالية فإن البلدين بحاجة إلى معارضة ورفض سياسة الحماية التجارية بكافة صورها بشكل أكثر قوة" وذلك في إشارة ضمنية لشعور الصين بخيبة الأمل بشأن الإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد البضائع الصينية. من جانب آخر، قال أوباما انه يرغب في أن تتوصل المحادثات المهمة التي تجري بشأن المناخ في كوبنهاغن الشهر المقبل إلى اتفاق شامل جديد يكون له "تأثير فوري لدى التطبيق" حتى ولو لم يكن ملزما من الناحية القانونية. وصرح أوباما بأن اكبر دولتين تتسببان في الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري قد تعهدتا ايضا باتخاذ اجراء "مهم" لخفض انبعاثاتهما من ثاني أكسيد الكربون. وقال أوباما متحدثا عن محادثات كوبنهاغن "هدفنا هناك.. ليس التوصل إلى اتفاق جزئي او اعلان سياسي بل اتفاق يغطي جميع القضايا في المفاوضات.. اتفاق يكون له تأثير فوري لدى التطبيق".