المنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف هي من أقدم واعرق الأماكن في المدينةالمنورة، حيث تتركز الأهالي قديماً فيها بسبب إحاطتها بالمسجد النبوي من جميع الجهات، كما كان أهل المدينة يستضيفون الحجاج فيها داخل منازلهم في مواسم الحج. ومع تطور الزمن في العصور الأخيرة وازدياد عدد الحجاج أصبحت المنطقة المركزية تتسع ل 30000 ساكن، وجميع بيوتها من الطين واللبن وسعف النخل وقلة من المباني المسلحة حول الحرم بالذات، ومع الزيادة الكبيرة في عدد السكان و الحجاج وتنفيذ المشروع العملاق لتوسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف دخلت جميع المدينة القديمة في توسعة المسجد النبوي، وزحف العمران على المباني القديمة فأنشئت العمارات العملاقة والفنادق الفخمة واصبحت تتسع نفس المنطقة ل 300 الف نسمة جميعهم من الحجاج والزوار ومع هذا التطور الجديد برزت ايجابيات لهذه المنطقة أبرزها القرب من المسجد النبوي الشريف، حيث خدمت الحجاج كثيرا ووفرت الجهد والمال، فلم يعد الحاج مضطرا ان يخصص ميزانية لوسائل المواصلات لنقله من و إلى الحرم، فهو على بعد خطوات منه، كما انها أراحت كبار السن والعجزة والنساء من مشاكل السير لمسافات بعيدة الى الحرم، فهي متقاربة السكن واضحة المعالم، وتستطيع النسوة التردد على الحرم والاسواق المجاورة له عدة مرات في اليوم، كذلك فإن المواطن لا يرى الحاج الا عند دخوله المدينة او خروجه منها الى مكة داخل الباصات داعيا له بالسلامة والحج المبرور والاقامة السعيدة داخل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الإيجابيات كذلك قلة حوادث الدهس داخل المنطقة المركزية، بسبب قلة السيارات في المنطقة، إلى جانب السكن الجماعي بحسب الجنسية غالباً. ومن السلبيات الموجودة في المنطقة المركزية تعطيل الباصات الكبيرة لحركة المرور، حيث يمكن لباص واحد ان يعطل حركة المرور لمدة عشر دقائق اذا اراد الدوران في المنطقة، فتجد السائق يضطر للكر والفر امام الدوار حتى يستطيع الخروج، ولو ان كل باص تأخر 5 دقائق فقط، فكم الزمن الذي يستغرقه دخول أو خروج 1000 باص كل يوم للمنطقة المركزية فى ساعة الذروة. ومن السلبيات التي تتطلب النظر إليها:أن بعض الفنادق والعمارات الضخمة تضم ما بين 3000 الى 4000 حاج وهو عدد كبير جدا خاصة فى حالة الكوارث -لا معاناة الباصات في المنطقة المركزية تبحث عن حلول سمح الله- من هدم او حريق او خلافه، فهذا العدد الكبير من الصعب اخلاؤه في زمن قياسي يخدم ناحية الامن والسلامة خاصة اذا عدنا لضيق الشوارع والدورات وعدم وجود مساحات فضاء لعمليات الاخلاء والانقاذ، حيث أن معظم شوارع المنطقة المركزية 1216 20 متر، وهذه فى معيار الامن والسلامة لا تعد عوامل مساعدة على سرعة الانقاذ والاخلاء لعدد كبير في عمارة واحدة، اما اذا تعدى الامر لعدة عمارات متلاصقة فان تلك كارثة أكبر.وبحجة ان سعر متر الارض مرتفع جدا في هذه المنطقة حيث يتراوح بين 150 الف 200 الف ريال فلم يفكر المخططون بايجاد مواقف للسيارات او حتى لسيارات الخدمات والنواحي الامنية لو دعت الحاجة لذلك، وهذا ما يدعو اصحاب الحاجات الى ايقاف سياراتهم في الشوارع مما يساهم ايضا في ضيقها وازدحام حركة المرور فيها. وكان الحاج في الماضي يتجول في جميع انحاء المدينة ويتعرف على آثارها وشوارعها واحواشها وهو ذاهب لاداء الصلاة في الحرم او عائد منه، اما الآن فإن الحرم الى جواره والعمائر شاهقة امامه ويذهب الى الحرم ويعود وهو احيانا لايرى حتى السماء!!، فيعود لبلاده وهو لا يحمل انطباعا واضحا عن ثقافة البلد او عادات أهله وتقاليدهم لحجزه في مساحة معينة داخل المنطقة لا يعرف غير سكنه وطريقه الى الحرم لأداء الصلاة، دون أن يكون هناك برامج وفعاليات ثقافية. قرب العمائر والفنادق من الحرم أراح الحجاج والزوار (عدسة- فايز المطيرى)