قيم الخبير الاستراتيجي المعروف اللواء متقاعد الدكتور أنور عشقي في تصريح ل"الرياض" تذبذب بعض التصريحات وخفوت حدتها وتراجعها من قبل بعض ممثلي الدول المصنفة "راديكاليا"، إلى اعتقادهم الخاطئ بأن الحرب الشرعية التي تخوضها المملكة ضد المتسللين ومعاونيهم من القاعدة لتأمين حدودها وحماية شعبها لا تعدو كونها طائفية ضد من يخالفها المعتقد، مشددا في ذات السياق بأن تجليات الأحداث كشفت عقلانية القيادة وحكمتها ورحابة أفقها وبعدها عن الطائفية. وردا على مطالب ساقها أصحاب التصريحات المضللة ومنها عدم توسط المملكة لنزع فتيل الأزمة بين المتمردين وحكومتهم. قال عشقي "أنا على يقين أن المملكة لا تملي شروطاً على أحد ولا تتدخل في شؤون بلد أينما كانت ولا تزال مهمتها في حالات التوسط الجمع بين الفرقاء وجعلهم من يضعون الاتفاقيات، وهذا ما حدث بالنسبة للصلح اللبناني، وكذلك الفلسطيني، لهذا فعندما يعود الفلسطينيون - مثلا - إلى ما كانوا عليه فليس هناك أدنى مسؤولية تجاهها لأنها لم تتدخل أو تضمن ذلك ولكنها حثت وحضت على الصلح وهذه الأمور أصبحت واضحة أمام العالم، الذي ينظر إلى المملكة دائما بإجلال وإكبار". وأضاف أن الحرب ليست ضد فئة معينة لأن بعض أفراد هذه الجماعة تدين أفعالها ولكنها ضد المتمردين منهم وأعوانهم من القاعدة الذين خرجوا على القوانين والأعراف الدولية والقضايا الإنسانية، وهذا حق عادل ومشروع كفلته التشريعات السماوية والقوانين الأرضية. ونوه د. عشقي بما أسماه "الاستثمار الأمثل للأزمة" في تصحيح كثير من التراكمات الخاطئة التي فرضها البعد الإنساني المحض وانعكس تأثيرها الأمني على البلاد فقد كانت الحدود مختلطة رأفة بالسكان ومحافظة على التواصل الاجتماعي بين الشعبين مما تسبب في استمرار فصول التسلل وتهريب المخدرات وتسهيل مهام أصحاب الفكر الضال وتعزيز مواقعهم، واضاف "ولكن تأزم الأوضاع وتتابع وتيرة الأحداث جعلت من الحكمة فرض قيود أكثر صرامة بما فيها إخلاء السكان والتراجع مسافة عشر كيلومترات بهدف تأمين الحدود جيدا، وقطع الطريق على أي محاولة مستقبلية لتكرار الاعتداء الغاشم"، مشيدا في ذات السياق بجدارة القوات المسلحة وتمكنها من طرد المعتدين خارج الحدود وتطهير جميع المواقع، والتزامها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن لا يتم تخطي الحدود شبرا واحداً. وأضاف الخبير الاستراتيجي بأن المملكة ضربت مثلا أمام العالم بأنها تدافع عن نفسها بقوة ولكنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولا تدخل أراضي الغير، لذلك احترمت الدول قرار المملكة السيادي وأيدته تأييدا لمنطق العقل والحكمة، ومساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان قالها بصراحة : "نحن نمد يدنا لمن يريد أن يكون مسالما معنا ولكننا نقطع اليد التي تمتد للعدوان علينا أو تتجاوز حدودنا". وأشار اللواء م عشقي إلى جملة من المكاسب وفي مقدمتها مزيد من التأصيل للثقة الكبيرة في القيادة، وكذلك في قدرات الجيش السعودي على دحر العدوان والدفاع عن الحدود بجدارة في وقت وجيز لم يعهده العالم، وكذلك التدريب الجيد والخبرة الكبيرة والتنسيق بين أفرع القوات المسلحة من قوات جوية وبحرية وبرية ودفاع جوي، وأيضا التنسيق بين الجيش وبقية القوات الأخرى من حرس الحدود والحرس الوطني وقوات الأمن المختلفة. د. أنور عشقي القوات المسلحة في مهمة تطهير الحدود جنودنا البواسل انتشروا علىالحدود لحماية الوطن