في إعلان ترتيب جامعة الملك سعود ضمن تصنيف الجامعات العالمية، استبشر الكثير بالتصنيف، وكتب!! وفكرتُ أن أكتب عنه ولكن بألم!. لأنه وفي خضم التطوير في الجامعة يبدو أن عليشة.. ظلت منسية ومهملة!! وما أدراك ما عليشة!!. عن ماذا أكتب فيها؟! عن بوابات الجامعة وزحمتها؟ عن دورات المياه؟ عن المباني؟ لقد يئست عموما من مناقشة وضع المرأة عندنا وفي الجامعة خصوصا. كلما أدخل من بوابة 3، بعد حرب سيارات وانهاك عصبي.. يدور في ذهني.. لماذا؟! وهل كل هذا يليق بالمرأة؟!. المرأة التي كلما قوبل رجل قال هي الأم والأخت وهي الابنة والجوهرة المصونة ولا نريد أن نقارنها بالمرأة في الغرب!. المرأة الغربية المهانة التي يؤخذ معاشها الشهري عنوة أو تتقاسمه مع زوجها !! المرأة الغربية الهائمة التائهة على وجهها والتي تخرج من عملها وتستقل أول سيارة تقف لها!!! رجالنا يعددون دور المرأة في حياتهم ولكن لم يصل تفكيرهم إلى الحس العميق والفهم الواعي بحاجات المرأة وأنها إنسان وأن هناك أمورا تحتاجها المرأة أكثر من الرجل، منها يا سادة دورات المياه لخصوصية المرأة تلك الخصوصية التي من أجلها حبسناها وفرضنا عليها القيود وسيطرنا عليها، ثم نبدأ في تطبيق خصوصية المرأة وذلك بإعطائها كل ما هو مستهلك وقديم وعفا عليه الزمن . مباني عليشة للطالبات الإرث القديم المتهالك ُترك لهن . نعم تبني الجامعة مباني للطالبات منذ زمن طويل، والحقيقة أخشى أن تترك للطلبة الذكور وُنعطى أحد المباني القديمة !! المرأة الناعمة، الضعيفة .. نترك لها القديم!! أفكر أن الرجولة في مجتمعنا تأخذ طابع الأنانية وحب الذات وعدم التضحية ،المهم قلت لإحدى زميلاتي انظري اضطررت لغسل جزء من شعري وهذا روتين أصبحت أقوم به كلما دخلت دورة مياه عضوات هيئة التدريس!! الأرض مسبح من المياه القذرة والسقف يمطر بطريقة مستمرة، المشكلة أننا لا نعرف مصدر هذا التسرب ؟ هل هو من حمام آخر ؟ وإذا كانت هذه حال دورات مياه عضوات هيئة التدريس فما حال دورات مياه الطالبات!! بالطبع ليت القضية تقف عند المياه السابحة والممطرة بل الحمامات نفسها مأساة أخرى لا مناديل ولا صابون لغسل الأيدي!! تأتي نهاية الدوام وعلي أن أغادر قبل أن تتحرك باصات الطالبات وتصبح المنطقة حربا ضروسا!! كل يوم أقف فيه أمام بوابة رقم (3) سواء في الحضور وما يسببه من تأخر أو في الخروج عندما أركب سيارتي بسلام، أحمد الله على أنني لم أصب بأذى ، زحمة مؤلمة لا تليق بالجوهرة المصونة!! تكاد تلتصق أجسادنا بالسيارات العابرة خاصة مع العباءة التي نخاف أن تلتف بعجلات السيارات. زملاؤنا في قسم الرجال من لديه مادة للطالبات يحاضر فيها في قسم عليشة، كأنك عاقبته في ذلك اليوم لما يعانيه وهو رجل من الحضور لعليشة؟! فما بالكم ونحن نساء ونعاني على مستوى يومي خارج الجامعه وداخلها!!! أوه. أم فاتني أن المرأة.. جوهرة!! ما عليها سوى البقاء والصمت بين أرجاء علبتها المخملية المفترضة!!وما أعجبها من علبة، يضيق بالبقاء بها كل الرجال!!