يجري اليوم الجمعة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد الذي يقوم بزيارة عمل إلى فرنسا تستمر ثلاثة أيام وتنتهي غدا. وقد علمت "الرياض" أن إمكانية اضطلاع فرنسا بدور الوسيط في مفاوضات إسرائيلية سورية غير مباشرة حول هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل تشكل أحد المحاور الأساسية في هذه المباحثات. وكان الرئيس الفرنسي قد أشار إلى ذلك في حديث خص به صحيفة "الوطن" السورية ونشر أمس الخميس. فقد قال ساركوزي بشأن هذا الدور "مع الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع تركيا يمكننا أن ندفع نحو استئناف المحادثات بصيغة أو بأخرى وأن نظهر للإسرائيليين وللسوريين مع ما يتطلب الأمر من مصداقية أن التوصل إلى حل في نهاية المطاف هو في "مصلحة الطرفين السوري والإسرائيلي. والملاحظ أن لقاء الرئيس الفرنسي اليوم مع نظيره السوري يأتي عقب يومين اثنين فقط على لقائه في قصر الإيليزيه أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد أكد المقربون من نتنياهو عقب هذا اللقاء أنه مستعد لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة حول هضبة الجولان. وإذا كان الرئيس الفرنسي قد وجد على غرار نظيره الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لايزال رافضا لمبدأ التخلي نهائيا وبشكل واضح عن سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، فإنه سيسعى من خلال محادثاته اليوم مع الرئيس السوري إلى الاستماع إلى المواقف السورية من الطرق الكفيلة بإعادة إطلاق العملية السلمية الشرق أوسطية وسبل التعاطي مع إيران فيما يخص برنامجها النووي انطلاقا من موقع سوريا في إطار ملف عملية السلام وعلاقاتها القوية مع إيران. وبشأن الملف الأول ينتظر أن يقوم برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي في الأيام القليلة المقبلة بجولة تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية وسوريا. وسيكون ملف تعزيز العلاقات الثنائية الفرنسية السورية أيضا في صلب محادثات الرئيس السوري مع المسئولين الفرنسيين. وسيترجم ذلك في غضون الأشهر المقبلة عبر تكثيف الزيارات المتبادلة. وفي هذا السياق ينتظر أن تزور السيدة كريستين لاغارد وزيرة الاقتصاد الفرنسية دمشق قبل نهاية العام الجاري.