وكَذَبَ المنجِّمون ولو صدقوا إلا الرؤساء منهم. قلت: بل كذب المنجمون ولو صدقوا حتى لو كانوا رؤساء. قال لابد أن تكون مسلما، قلت والحمدلله. كُنّا التقينا صدفة على أحد مخارج المترو الباريسي ، وكان صاحبي الفرنسي المقيم في السويد يقرأ ما نُشِر على صفحة الفيس بوك الخاصة بالرئيس الفرنسي عن مشاركته منذ اللحظات الأولى في هدم جدار برلين ، وما دار حولها من لغط في وسائل الإعلام الفرنسية والدولية وصلت إلى حد اتهام الرئيس باختلاق أشياء لم تحدث في التوقيت الذي ادعاه . حاولت أن ننتقل للموضوع الذي جاء ليراني من أجله ، لكنّه لم يستطع الخروج من تلك التي يسميها كذبة برلين قال هاجرت إلى البلدان الإسكندنافية هربا من الكذب الفرنسي ، هناك تنخفض درجات الكذب إلى أن تنام وأنت مطمئن على أن الهواء بريء ونقيّ. أما نحن يا عزيزي في العالم الثالث ومعظمه إسلامي كما تعرف فإن الكذب مُحرَّم في ديننا وأوردت له بعض الأحاديث النبوية ومنها عندما سُئِل الرسول صلى الله عليه وسلم هل يكون المسلم جبانا قال نعم ، وهل يكون بخيلا قال نعم، وهل يكون كذابا قال لا. لم يتركني صاحبي أكمل حديثي أنا ، قال ألا تريد أن ننتقل لموضوعنا الذي جئت من أجله؟ وافقت ُ على مضض وكان بودي لو أننا أطلنا الحديث عن كذبهم في الغرب ، وكنت أحلم أن يصل بنا الحديث إلى أسلحة الدمار الشامل تلك التي ما زالت تقتلنا إلى الآن وربما إلى زمن بعيد. رأى أنّي أكثر حرصا منه على الحديث عن الكذب ، حاولت إقناعه بالهجرة إلى الجنوب حيث الدفء والصدق والنقاء ، ولم تسعفني الذاكرة لحظتها إلا بحكاية الرئيس السوداني "سوار الذهب"، سألني إن كنت أصدِّق ما قاله الرئيس ساركوزي. قلت نعم ، لأنه لم يكذب قط في حياته كما يقول المقربون منه ومستشاروه. ثم إن الصورة التي يبدو فيها وهو يشارك في هدم الجدار خير دليل على صدقه. سألني إن كنت أعرف الفرق بين الصدق والكذب ، وبدا يائسا حتى من "سوار الذهب" قلت إلا "سوار الذهب" وكدنا ننسى الهدف الذي جاء من أجله ، التقط لي بعض الصور ، ووعدني أن يقيم تمثالا لصاحبنا السوداني في أقاصي الشمال.