يظل العمل الخيري سمة مميزة للمجتمع السعودي منذ تأسيس هذه الدولة المباركة. والعمل الخيري هو أحد أبرز خصائص المجتمع السعودي التي تساير أبناء المجتمع في كافة حالاتهم سواء في حال الغنى أو في أشد ظروف الحاجة والفاقة ، وقد تطور العمل الخيري بشكل ملحوظ مع وجود التنظيم الحاصل في مجال الجمعيات الخيرية ، واتخذ التنظيم أبعاداً تنموية وتثقيفية خاصة في مجال الجمعيات الخيرية النسوية. فباتت المرأة السعودية في أولويات العمل الخيري النسوي من خلال مجموعة برامج تستهدف التثقيف الاجتماعي والصحي للمرأة ، ودعمها من خلال برامج الدعم الاقتصادي وتحسين مستويات الحالة المعيشية للأسر ، خاصة تلك الفئات من الأسر التي تفتقر لمقومات النجاح و ضعف القدرة على توفير المتطلبات. إن تحول العمل الخيري الفردي إلى عمل مؤسسي يسير وفق أولويات ونظم مؤسسية تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسات والجمعيات الخيرية كان حجر الزاوية بالنسبة لتطور العمل الخيري في المملكة ، وكان لا بد لهذا العطاء من قيادات محلية تعمل من أجل تنظيم وتوجيه وقيادة هذا العمل التطوعي ليكون وفق نظام مدروس وموجه لخدمة المجتمع . فإذا كانت المجتمعات الحديثة ترى أن معيار تقدمها وتطورها قد يقاس بمدى الإيجابية التي يبديها السكان في التعامل مع الأعمال التطوعية ، ومدى الإقبال على المشاركة في برامج العمل التطوعي المنظم. فإن القيادة القادرة على الاستفادة من طاقات ومكتسبات الموجودة وإعادة توظيفها لخدمة من يحتاج من أبناء المجتمع هي أحد ابرز التحديات التي يواجهها العمل الخيري.. إن القيادة التطوعية تتطلب مواصفات قد لا تتوفر في الكثير من الناس ، وعلى هذا فإني أجد في سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود حرم سمو أمير المنطقة أنموذجا رائداً في مجال الأعمال التطوعية وقدوة لفتيات المنطقة في مجال العمل الخيري والمبادرات الفاعلة على مستوى المجتمع . "الأميرة نورة " لمن يعرفها تتمتع بشخصية كريمة متواضعة محبة للخير ، وفي الجانب الآخر فهي تتمتع بكاريزما قيادية إبداعية قادرة على تحريك مجموعات عمل منظمة تستطيع من خلال هذه المجموعات تحريك عجلة التنمية وبث النشاط في قطاع كبير من أجزاء المجتمع. يأتي الملتقى الأول للجمعيات الخيرية النسائية الذي تستضيفه جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية ببريدة دليلاً على روح المبادرة والريادة المتمثل في قيادة العمل الخيري في المنطقة للمبادرات الخيرية والتنظيمية التي تستهدف الاستفادة من التجارب فيما بين المناطق ، وواقعاً ملموساً لما يمكن أن ينتج عن تناغم الروح الإنسانية وحب الخير مع القدرة القيادية على إحداث التغيير والمتمثل بشخصية الأميرة نورة التي جمعت مقومات النجاح فكانت الثمرة بحمد الله مشاريع تنمية وتثقيف وتوجيه ودعم على أرض الواقع في المنطقة . وإذا كان من كلمة تقال بهذه المناسبة فهي الدعاء لله تعالى بأن يبارك الجهود وأن يبارك لكل من بذل وأعطى سواء بماله أو بوقته أو بعلمه وفكره مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون ) * مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم