تكسّرتُ كالموجِ فوق بريقِِ العيونِ التي دسّتِ الملحَ في دمعتي .. ثم سالت بكحل الغياب ..! مررْتُ بها ذات ثوبٍ من الحزن .. كانت على شاشة الذنب ..تضحك من ( كرمشاتِ ) الثياب ... صدفةً .. شهقةً .. ربما صفحةٌ صعقةٌ .. .جئت هذا المكانِ القصيَّ .. ألمُّ لها ما تساقطَ من تمراتِ القصيدة .. كانت تهزُّ بجذع الكلامِ فيسقطُ عنها الحجابْ ..! تكسّرتُ كالصوتِ في صمتِها .. صوتُها غادرَ الحيّ إذ كنتُ ( زمّارَه ) في مساء الجنونْ كنتُ أوَّلَ هذي العيونْ أتدلّى على البحر .. يأخذني بردُها للتسكّعِِ في شارعٍ لايكونْ أسوّحُ في ليلها كل صوتي أُعيدُ تلاوتها في زوايا السكونْ ..! وأعلم وحدي حكاية قلبي بها كلما شاكستْها الهواجسُ أو سوّفتْها الظنونْ أموتُ على ذمَّةَ الشكِّ .. أغضبُ .. أزبدُ .. أرجفُ أبكي طويلاً .. طويلاً .. ..! ولكنني .. لاأخونْ هو الباب .. إما خرجتِ إليَّ .. وإما دخلتُ عليكِ لدى الباب لافرق بين الخروج وبين الدخولْ ورائي : صغارٌ .. كبارٌ .. نساءٌ رجالٌ .. ورائي تمامًا تمامًا فصولْ : بفصلِ القصيدة نمتُ ( التكوّرَ ) مابين كفّيكِ .. ثم خرجت على الناس طفل البتول بفصلِِ الحقيقة ..كنتُّ أقص عليك حكاية سيجارتي .. كيف كانتْ تمرُّ على شفتيك لتتركَ أحمرها قُبلةً لمساءٍ خجول بفصلِ ( التنوّم) كنتِ القريبَ الذي لايجيءُ وكنتُ الغريبَ الذي لايفيءُ وكنّا اشتهاء الفضولْ بفصلِ ( التفرّق ) لاشيء إلا الترهّلَ .. لاشيء إلا السؤال الذي لا نجيبُ عليهِ الظلالَ التي رافقتْ سيْرَنا .. قبلنا .. بعدنا ... تحتنا بينما نحنُ لا نستطيعُ إليها الوصولْ